منذ أن دخل المسلمون في علم التأليف والكتابة، ومدينة القدس الشريفة، وما احتوته من معالم إسلامية كبيرة على رأسها المسجد الأقصى مسرى رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، محلّ عناية المؤلفين، وقد أخذت هذه المدينة ومسجدها العظيم مساحة كبيرة في المكتبة العربية بل والعالمية، وبين كل فترة وأخرى تدفع دور النشر والمطابع بكتاب أو كتب عن القدس وجوهرتها (المسجد الأقصى). كل أشكال التأليف طالت القدس والأقصى وعند الحديث عن المسجد الأقصى درّة القدس نجد أنه قد تناولته أقلام الكتاب والباحثين والمؤلفين بكل أغراض الكتابة وأهدافها، فهناك كتب وضعها علماء الحديث، وذكرت الأحاديث النبوية الواردة فيه، وهناك من تحدّث عنه من ناحية جغرافية، كما كتب عنه من ناحية تاريخية، ومؤخراً أصبح المشهد السياسي حاضراً في المؤلفات التي تتحدث عن هذا المسجد بعد الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وهكذا لا تتوقف المؤلفات والكتب عنه، وكل مؤلف وكتاب له منهاج وطريقة. كتاب المسجد الأقصى إصدار محدود، وجهد غير محدود. وعن طريق ناشر الصحراء دار النشر المتخصصة في نشر الكتب الإعلامية والتوثيقية المصورة ذات الاهتمام الكبير بما يخصّ السعودية خاصة والعالم الإسلامي عامة، ومن خلال فريق علمي وفني كبير قام بأداء مهام عديدة، صدر مؤخراً كتاب (المسجد الأقصى) في أكثر من (460 صفحة) وبمقاس من القطع الكبير، وهو دراسة حديثة استفادت من كافة أشكال التأليف في المسجد الأقصى وزادت عليها بجوانب متعددة. فكما أن هذا الكتاب سار على الطريقة التقليدية في الحديث عن المسجد الأقصى ومكانته في التراث الإسلامي، كونه ثالث أهم المساجد عند المسلمين، ومسرى الرسول الكريم، وهو المكان الذي له المكانة الكبيرة في قلب كل مسلم ووجدانه، وكل هذا كان حاضراً في الكتاب الذي يوفر هذه المعلومات، فإن هذا الكتاب زاد على ذلك بحكم الصور التي احتواها، والتي لم تجتمع سابقاً في كتاب عن الأقصى كما اجتمعت في هذا الكتاب، وإلى جوار كل صورة معلوماتها الوافية التي تجيب عن كل استفسار يأتي في ذهن المطالع للكتاب. ولم يتوقف الأمر على ذلك، ففي الكتاب حديث عن المسجد الأقصى المبارك من نواحي فنية وهندسية ومعمارية ارتبطت مع كل صورة، وكأنك في عرض مرئي أو ثلاثي الأبعاد تتجول من خلاله بين جنبات المسجد الأقصى وحرمه الشريف وبين معالمه التاريخية الخالدة. كل هذه الجوانب ما كان لها أن تكون بهذه الصورة لولا تقديم هذا الكتاب بطريقة أشبه ما تكون بالمتحفيّة من جودة الورق وسماكته وحفظه داخل صندوق حماية لكل نسخه وبرقم متسلسل يمثل توثيقاً وذكرى لكل من اقتنى نسخة من هذا الكتاب. بقي أن يعلم المتابع أن هذا الكتاب متاح باللغتين العربية والإنجليزية، بحسب رغبة القارئ أو لغته أو من ارد أن يهدي أو يرسل هذا الكتاب التوثيقي إلى إحدى المراكز أو الجامعات الغربية لأهمية أن يطلعوا على المعلومات الواردة في هذا الكتاب. وأخيراً يقول المهندس محمد بابللي عرّاب هذا العمل وأحد القائمين عليه (إن الشريحة المستهدفة بهذا العمل هم كل محبي المسجد الأقصى في كل مكان في العالم)، أي أن هذا الكتاب موجه إلى جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وكل محبي القدس وفلسطين من شرفاء العالم.