فاصلة: (في فندق القرار ينام الناس جيداً) -حكمة عالمية - منذ الأزل والإنسان يشبع احتياجاته بالتعبير عن ذاته والمشاركة مع الآخر في الحياة وتكوين العلاقات، وهذا ما أكده هرم «ماوسلو» للحاجات، إذ افترض ماوسلو في نظريته عام 1943م أن الاحتياجات البشرية منظمة بطريقة هرمية، بحيث يتم استيفاء الاحتياجات تدريجياً، فالاحتياجات الموجودة في أسفل الهرم لها الأولوية، بحيث إن الإنسان إذا أشبع الحاجات التي في أسفل الهرم فإنه يسعى إلى تلبية المستوى الأعلى في الهرم. وحسب «ماوسلو» فإننا لا بد أن نلبي الحاجات الفسيولوجية والحاجة إلى الأمان أولاً، ثم نشبع الحاجات الاجتماعية وتقدير الذات، وهذا لا ينطبق ربما على الواقع الآن فمع ظهور الشبكات الاجتماعية أصبح إشباع الحاجة إلى التقدير وتكوين العلاقات أهم من الحاجات الأخرى. من أشهر البرامج «واتس آب» حيث يمتلك حوالي 900 مليون مُستخدم نشط شهريًا، وقد أعلنت الشركة في 13 يونيو 2013 أنها وصلت إلى 27 مليار رسالة. إشكالية برنامج الواتس أب وغيره من البرامج والتطبيقات أنه مهما كان ضاراً فإنه لا يمكن مراقبته إلا لدواع أمنية، لأن منع التحاور في هذه البرامج يعتبر انتهاكاً لمواد اتفاقية حقوق الإنسان الدولية. لذلك لا يمكن مكافحة ضرر هذه الوسائل الصحية أو الاجتماعية أو -على المستوى الأكثر تغييباً في من يناقش فوائد وضرر هذا البرنامج- وهو مستوى تضليل الرأي العام بنشر المعلومات المغلوطة أو تكرار بعض الرسائل الإعلامية الضمنية التي قد تكون مسيئة للمجتمع. ماذا لو حلّلنا رسائل المجموعات التي تزدحم بها أجهزتنا؟ ما هي نوعية الجمل المستخدمة في تلك المحادثات؟ هل هي سلبية أم إيجابية؟. وماذا عن دوافع تداول الرسائل والفيديوهات، هل هي دوافع سلبية أم إيجابية؟. وما هي أهداف كل محاور من الاشتراك في المجموعة؟ وهل توافق أهدافه رسائله المرسلة أم أنه يرسل بدون أن يسأل حتى نفسه لماذا قمت بإرسال هذه الرسالة أو الفيديو، وما هو هدفي؟ وماذا حققت؟. الذين يعتقدون أن برنامج الواتس أب هو للتسلية فهم غافلون عن اعتبار المحاكم لرسائل الواتس أب كأدلة يعتد بها، وهم غافلون عن أن هذا البرنامج يحتوي بيانات ضخمة وصل العلم إلى تقنيات خاصة لتحليلها.