هبط الطائر الميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه- في أرض روسيا، في زيارة تاريخية مميزة باعتبارها أول زيارة لملك سعودي لهذه البلاد رغم العلاقات العريقة التي تجاوزت الثمانين عاماً، حيث أذنت زيارة الملك سلمان لموسكو بولوج مرحلة تاريخية جديدة ومنعطف مهم في مسيرة العلاقات بين البلدين الصديقين، أكدها وبرهن عليها حجم ومستوى الاستقبال الحافل والحفاوة الكبيرة والأصداء التي لقيتها الزيارة في الأوساط الروسية، التي باتت ترى في المملكة قوة عظمى على المستوى الإقليمي وعامل استقرار وأمان في منطقة الشرق الأوسط، التي عانت وما زالت تعاني في بعض أجزائها من آثار الفوضى التي أحدثها ما سُمي زوراً وبهتاناً ب»الربيع العربي» الذي لم يكن سوى خريف باهت أطل بوجهه القبيح على المنطقة، فصنع ما صنع، بدعم من قوى إقليمية ودولية تسندها أنظمة وضيعة وخائنة لعمقها الإستراتيجي. وعلى الصعيد الاقتصادي فقد تشرّفت بأن أكون ضمن وفد رجال الأعمال المشارك في هذه الزيارة، حيث لمست اهتمام رجال الأعمال الروس بفرص الاستثمار في المملكة، مبدين رغبتهم في الدخول في السوق السعودي لما يتمتع به عوامل جذب أهمها الاستقرار السياسي والموقع الجغرافي الإستراتيجي وتوافر البيئة الاستثمارية الواعدة والنمو الاقتصادي المطرد الذي تتميز به المملكة وتنوّع وتعدد الوسائل المعينة على تحقيق الأهداف المرجوة لكافة المستثمرين. ومن ناحية أخرى لمست مدى ثقتهم برجل الأعمال السعودي وما يتمتع به من مصداقية ودعم حكومي جعلا منه أهلاً للثقة والكفاءة والقدرة على إدارة منظومة العمل الاستثماري. كما شدني حديث بعض رجال الأعمال الروس الذين التقيتهم ومعرفتهم الدقيقة بالسوق السعودي والتغييرات الهيكيلية الإيجابية التي يشهدها انطلاقا من رؤية المملكة 2030 . وكل هذه النقاط التي تحدثت عنها سابقاً لم تأت من فراغ، بل هي نعمة من الله، ثم نتيجة رؤية وتوجيهات قيادة حكيمة على رأسها الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- ومتابعة من ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله -، والتي وضعت المملكة في مصاف الدول العالمية. ** **