في يوم الخميس الموافق 19 شوال 1438ه أعلن الديوان الملكي نبأ وفاة صاحب السمو الملكي الأمير/ عبدالرحمن بن عبدالعزيز آل سعود نائب وزير الدفاع السابق -تغمده الله بواسع رحمته- فصاحَب هذا الخبر الذي ألم الجميع ردود أفعال مفعمة بالحزن والأسى على رحيل صاحب القلب الكبير الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز، فالفقيد الغالي الذي خدم وطنه ودينه وملكه خدمات جليلة وقدم عطاءات وإسهامات وطنية أكثر من ثلاثة عقود زمنية كان خلالها نعم الأمير المخلص.. الوفي لوطنه ودينه ومليكه. تشرفت بالعمل مع صاحب السمو الملكي الأمير الراحل عبدا لرحمن بن عبدالعزيز -غفر الله له- أكثر من عقدين من الزمن في قصر سموه وكيلا. فكان -يرحمه الله- مدرسة من القيم الأصيلة والشيم الفضيلة المتمثلة في تواضعه الجم وحسن تعامله مع الجميع صغاراً وكباراً، حبه للأعمال الخيرية و مبادراته الإنسانية التي كان يحرص- يرحمه الله -على عدم إظهارها للإعلام احتساباً للأجر والثواب. فقد ساهم فقيدنا الغالي ومن ضمن أعماله الإنسانية واهتماماته بالعمل الخيري.. شق الطرق وحفر الآبار في بعض الهجر والمراكز الحضرية في المملكة وسقيا الماشية في الصحراء وتقديم المساعدات للمحتاجين والفقراء والمكلومين.. فضلاً عن حرصه على تأصيل المشروعات الإنسانية المتنوعة ودعم اتجاهاتها النبيلة.. ولا غرو من ذلك فالفقيد نهل من مدرسة والده المؤسس الملك عبد العزيز- طيب الله ثراه- العلوم التربوية والقيادية والإنسانية التي انعكست على بناء شخصيته المتميزة في عدة اتجاهات فكرا ووعيا وقيما وسلوكا. وتبعا لذلك كان الأمير الراحل منشغلا بالأعمال الخيرية التي طرقها مبكرا منطلقا من حس إنساني وعواطف جياشة للمحتاجين والمكلومين.. إذ داوى جراح الفقراء ودعم المرضى علاوة على أياديه البيضاء التي امتدت لتلامس أحوال وهموم الأرامل والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة ودعم مراكز تحفيظ القرآن الكريم ومساعدة الآخرين في ظهر الغيب احتسابا للأجر والثواب بعيدا عن الفلاشات الاعلامية. ولا شك أن تاريخ مملكتنا الغالية سيسجل وبمداد من ذهب مواقفه الشجاعة أثناء زيارته-يرحمه الله - لجنودنا البواسل في ساحة المعركة أثناء حرب الخليج في التسعينيات الميلادية عندما كان نائباً لوزير الدفاع والعضد الأيمن لشقيقه الأكبر الأمير الراحل سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله. حيث أوصى الجيش السعودي باستبدال (أطلق) بكلمة (الله أكبر) أثناء إطلاقهم للقذائف من المدفعية وهو ما تناولته وتداوله الكثير من أبناء الوطن عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وذلك بعد إعلان نبأ رحيل فقيد الوطن الغالي الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز. رحم الله فقيد الوطن الأمير عبد الرحمن بن عبد العزيز الذي رحل بجسده وترك لنا سيرة نيرة وسمعة عطرة حافلة بالأعمال الخيرية وستبقى ذكراه الخالدة محفورة في ذاكرة الأجيال والوطن. اللهم اغفر له وارحمه واسكنه فسيح جناتك وانزله منزل الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. خالص العزاء وصادق المواساة لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، ولأبناء وبنات الفقيد الغالي. سائلاً الله عز وجل أن يسكنه فسيح جناته ويتغمده بواسع رحمته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. ** **