لماذا يا أبناء العم تناكفون بلداً هي بمنزلة الأم الرؤوم التي طالما احتضنت ومن ثم بلعت زلل ما اجترحه الابن من سلف... وكيف العتاب وأنتم وأمثالكم ممن يرجى كمنصى للدفاع وراء الظهر من غصَّ بالزاد ساغ الماءُ غصته... فكيف يصنع من قد غص بالماء هل: يلام الابن بتقصيره؟ نعم إن كان الوالد حبيباً سمحاً خفيف المطالب وقل ما يعاتب ف(السعودية) فضلاً إنها حاضنة الحرمين والقلب الكبير ومرجع أرجاء الإسلام في المواقف والعواطف.. أيضاً فهي المحبة الناصحة المشفقة فكيف يقوم؟ وأنتم كما يقال من (حمام الدار) والرحم والجوار هل كثير أن يعترف المقصر ويعتذر وينخ لأخيه الكبير ولا يزيد عجرفة و... ما داهاك أيه القطر العربي وأنت تقف موقف المأزوم ولا تستنكف أن تعيد حساباتك ولا أتجاوز لأقول تأخذك العزة بالإثم..! فمن الذي غرر بك وفرش لك الدرب الوعر لتسلكه؟ وأين الأخوة، بل أين تقدير الكبير في (إعطاء الناس قدرهم) كما الحديث بهذا أمر. هل يلام وطني أنه وجد بكم فجوة فيدلكم عليها أو يشير لموضعها خوفاً عليكم ابتداء.. ثم على سفينة (الخليج) أن تغرق. ..لماذا تكونون عوناً لمن لا يلوي على ما يبلغ من محضن السنة مهما كان الثمن أو مهما أولغ ولو على حساب من تزين له حبّه ك(مطايا) ثم ساعى ما يتخلى عنكم ..وفي تاريخهم شواهد لا تحتاج تجليات ولا تعليل يفيق غفوات من ذهب وراء الأنفة في الخلط بين الاستقلال بالقرار وبين الناصح المشير. وأي خطأ أن يمدك الكبير الخبير بما فيه صالح أمتكم جمعاء. وإن لم تع ذلك فعلى الأقل النظر في صالحك أنت لأنه حين يلوم الكبير الصغير فليس لذاك دخل أو مساس بالسيادة ولا تقليل من القدر.. بل إنه لا عيب في أن يقع المرء ولكن العيب في التمادي بمأثم الوقوع بخاصة حين يظهر الأمر جلياً والشمس يا ناس..لا تحتاج إلى دليل! فتاريخ طويل مع أولئك كافٍ أن ترعووا وترتدعوا من المضي خلف سراب أو معسول قول ليس من الأحداث (التي تشربنا مرارتها) له عضيد ولا من الوقائع ما يسند أو يرفد بمسوغ يوافي تعلة ما ذهبتم خلفه هل تعون أم...لا تستفيقون إلا في ضحى الغد هدى الله الجميع لكل خير ** **