شهدت العاصمة اليونانية منتصف هذا الشهر حدثًا له أهميته على المستوى العالمي، وتأثيره المباشر على واحد من أهم محاور النشاطات الإنسانية، وهي الرياضة بما تثمله من قيم. والحدث نفسه يعد تحقيقًا لمجهودات ضخمة، تجاوزت الحدود التقليدية للتكريم والاعتراف والحاجة للتكريم؛ فقد تم تكريم الأمير نواف بن فيصل بن فهد من قبل الجمعية الدولية للقانون الرياضي في العاصمة اليونانية أثينا بالجامعة الوطنية بحضور لفيف من السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي وعميد الجامعة ورئيس الجمعية الدولية للقانون الرياضي وأساتذة الجامعة. فقد منح جائزة (أفضل شخصية خدمت القانون الرياضي في الشرق الأوسط) خدمة للقانون الرياضي كأول شخصية في الشرق الأوسط تنال مثل هذا التكريم من اللجنة الدولية للقانون الرياضي. والقانون الرياضي بطبيعة الحال يشير إلى نظام وقواعد متبعة ومطبقة، تنظم الممارسة الرياضية كمفهوم في سياق الضبط والتحكيم كما ينبغي للمؤسسات والمنظمات الرياضية الراعية لمختلف الأنشطة الرياضية أن تتبناه وتعمل على تطبيقه. إن جائزة أفضل شخصية خدمت القانون الرياضي في الشرق الأوسط تحيل إلى تعدد في المجهودات والمعاني التي عمل عليها سموه طوال توليه للشأن الرياضي في بلده، وكذلك على المستوى الدولي كاللجنة الأولمبية الدولية والعديد من الهيئات الدولية؛ فقد كان سموه صاحب مبادرات أسهمت في تطور النشاط الرياضي بما أنه نشاط تتحكم في صياغته حزمة من الإجراءات والمتطلبات التي تستدعي دورًا قياديًّا وبصيرة نافذة وأهدافًا استراتيجية، تنظر إلى ما وراء ما هو متاح واقعًا إلى الانتقال إلى معالجات مستقبلية، تأخذ بكل أسباب التطور. وهذا لا يأتي إلا بالخبرة التي تعين على تشكل الرؤية الكلية والاحتكاك المباشر مع طبيعة النشاط نفسه. ولعل تطويره للقانون الرياضي لا ينفصل عن معرفته التخصصية من الوجهة الأكاديمية، وما تلقاه من والده المغفور له صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز من قيم تضع مفاهيم التحديث في الرياضة من أهم الأولويات. ويجدر بالذكر أنها ليست المرة الأولى التي يكرم فيها سموه على مجهوداته وإنجازاته في مجال الرياضة؛ فقد سبق أن كرم في عدد من البلدان والمنظمات الرياضية الدولية كواحد من بين الشخصيات الرياضية القيادية المؤثرة في مجال الرياضة عالميًّا؛ فمنحته اللجنة الدولية الأولمبية جائزة التميز في العام 2014م، ووسام الشخصية الرياضة العربية لجائزة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي في دورتها السابعة 2016م بدولة الإمارات؛ وذلك تقديرًا لجهوده في تطوير الرياضة. وهذا يفسر الاهتمام الإعلامي الكبير الذي حظي به التكريم الحالي وانتشاره على الوسائل الإعلامية كافة ووكالات الأنباء العالمية ووسائل التواصل الاجتماعي. ** **