افتتح معالي وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى المقر الجديد لمبنى الملحقية الثقافية بمملكة هولندا، وذلك بحضور كل من سفير خادم الحرمين الشريفين في هولندا عبد العزيز بن عبد الله أبو حيمد ووكيل الوزارة لشؤون البعثات الدكتور جاسر بن سليمان الحربش والملحق الثقافي بمملكة هولندا الدكتور منير بن مطني العتيبي والملحق الثقافي بجمهورية النمسا الدكتور عبد الرحمن الحميضي والمشرف العام على التعاون الدولي الدكتور سالم بن محمد المالك وممثلة وزارة التعليم الهولندية والسفير البريطاني وسفراء الكويت وليبيا واليمن، وممثلي كل من جامعة خرونققن وجامعة ماسترخيت وممثلي المؤسسات التعليمية والمراكز البحثية في هولندا ولفيف من أعضاء السلك الدبلوماسي والطلبة المبتعثين. وقد قام د. العيسى بجولة على المبنى ومرافقه حيث اطلع على ما يحتويه من أحدث الأجهزة الخدمية والوسائل التقنية والتي تتصل بمختلف إدارات الملحقية الأكاديمية والإدارية والتقنية، إِذْ تم تصميم المبنى على أسس المباني الذكية التي تتسم بالاستخدام الذكي للطاقة والاستغلال الأمثل للمساحة، لضمان تسخير الطاقات القصوى للاستخدام، كما راعى الإنشاء جمالية التصميم وانسيابية الاتصال بين أقسام المبنى المتعددة. واطلع د. العيسى على الإدارات المختلفة للملحقية بدءا بوحدة الإشراف الدراسي والمدعمة بنظام خدمة مركز الاتصال والمتابعة والتي تتضمن تحتها عدد من الوحدات الإشرافية المتخصصة في متابعة المبتعثين في كل من الجامعات الهولندية والبلجيكية بناء على نوع التخصص والمرحلة الدراسية، وما يتبع قسم الإشراف الدراسي من أقسام مفردة لاستقبال المبتعثين واللقاء بالمشرف الدراسي المختص. كما تضمنت الجولة كل من إدارة الشؤون الإدارية والتقنية، حيث استمع د. العيسى خلالها إلى شرح مماثل عن نظام الأداء المتبع فيه، وشملت الجولة قاعة الاجتماعات والمسجلة كأحد الأماكن التاريخية في مدينة لاهاي لما تحتويه من قطع تاريخية كالتصميم الداخلي والمصنوع من الأخشاب يعود تاريخها إلى عام 1860م، علاوة على الطقم المكتبي العتيق كذلك والذي راعت الملحقية الحفاظ على تصميم القاعة كما هو لما يمثله من ارث هولندي عريق تحتضنه الملحقية في مبناها. ثم أزاح وزير التعليم الستار عن لوحة المبنى، ابتدئ بآيات من الذكر الحكيم تلاها المبتعث أحمد المغلوث. ثم ألقى الملحق الثقافي الدكتور منير العتيبي كلمة بهذه المناسبة رحب بالحضور وشكر وزير التعليم على افتتاحه مبنى الملحقية وما سبق ذلك من إشراف ومتابعة مستمرة منذ بدء إعداد المشروع وتتويجا لحفل الافتتاح، مبينا أن وزير التعليم حرص على أن يراعى في المبنى أن يكون عامل دعم وعون للمبتعثين بشكل خاص والحراك الثقافي السعودي - الهولندي بشكل عام. وأشاد د. العتيبي بالتعاون البناء الذي ربط الملحقية بمختلف شركائها من الجامعات والمؤسسات التعليمية الهولندية والبلجيكية والذي كان لهم أكبر الأثر في إنجاح مهمة الملحقية بأن يتبوأ مبتعثيها أعلى الدرجات الأكاديمية وتحصيلهم على أرقى الجوائز في البحث العلمي والتفوق الأكاديمي، مشيرا إلى الجودة العالية التي يتمتع فيها المبنى في مختلف المناحي وما يتضمنه من أحدث التقنيات العمرانية والتقنية ممثلة في قاعات الاتصال المرئي والعرض الافتراضي علاوة على الوحدات التعليمية والإدارية والتقنية والتي زودت في أعلى الكفاءات البشرية ليتسنى للملحقية أداء مهامها على أكمل وجه. ثم ألقى سفير خادم الحرمين الشريفين في هولندا عبد العزيز أبو حيمد كلمة أكد فيها أن لقاء وزير التعليم بمختلف القيادات الهولندية سيتبعه أثر إيجابي على مستوى العلاقات السعودية - الهولندية، منوها بالموضوعات المهمَّة التي تم التطرق لها خلال الزيارة والتي شملت بعنايتها تطبيق الأهداف السامية لرؤية 2030 من خلال مختلف أوجه التعاون والشراكة الجاري بنائها مع مختلف الجهات الهولندية لتعزيز تلك الأهداف. وأشار أبو حيمد إلى أن المبتعثين السعوديين مثلوا بدورهم الإيجابي الصورة المثلى للمملكة من خلال تميزهم العلمي وحسن أخلاقهم. بعد ذلك قدمت عدد من العروض للأبحاث التي أنجزها المبتعثون السعوديون بدءا من الدكتورة نوال الحربي والتي نشرت بحث متعلق بتقنيات المستخدمة في طب الأسنان والمبتعث فواز الحربي المبتعث لدراسة الصيدلة واحمد المشوال المبتعث من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية. ثم ألقى وزير التعليم كلمة شكر فيها منسوبي الملحقية على جهودهم في إنشاء هذا الصرح العمراني المتميز ليضاف كلبنة بناء لمساعي القيادة الرشيدة في خدمة مبتعثيها والرعاية بهم مشيدا بالمستوى المتميز للعلاقات بين البلدين خاصة في المجال البحثي والعلمي، مثنيا على المستوى المتقدم للمبتعثين السعوديين والذين باتوا محل إشادة وثناء جامعاتهم المبتعثين لها. وفي نهاية الحفل كرّم الملحق الثقافي عدد من الشخصيات التي لها أكبر الأثر في إنجاح هذا المشروع وهم كل من معالي وزير التعليم الدكتور احمد العيسى والأستاذ خالد المالك رئيس التحرير صحيفة الجزيرة، وتسلم درع نيابة عنه الدكتور عبد الله أبا الجيش مستشار رئيس التحرير، والدكتور جاسر الحربش وكيل الوزارة لشؤون البعثات والمشرف العام على الملحقيات، والدكتور عبد الرحمن الحميضي الملحق الثقافي بجمهورية النمسا، والدكتور سالم المالك المشرف العام على التعاون الدولي، والسكرتير الخاص لوزير التعليم ناصر العثمان، كما كرّم معالي الوزير مسؤولي الأندية الطلابية متمثلة في الملحق الثقافي الدكتور منير العتيبي والمشرف على الأندية الطلابية محمد الفوزان. وأفاد الملحق الثقافي في هولندا في تصريح صحفي بأن افتتاح المبنى يعد بمثابة نقلة نوعية في مستوى الرعاية والإشراف المناط بالملحقية ليس على مستوى متابعة المبتعثين وحسب بل وكذلك إلى توسيع دائرة الحراك الثقافي والتعاون البحثي بين الجهات التعليمية السعودية ونظيراتها الهولندية لما يحتويه المبنى من قاعات مزودة بنظام الاتصال المرئي وأجهزة العرض الافتراضي، ونحن كمنسوبي الملحقية ومبتعثيها في هولندا وبلجيكا. وشكر وزير التعليم لإشرافه المباشر والمتواصل منذ إعداد المشروع حتى الافتتاح وحرصه الشديد أن يكون المبنى عامل دعم وتمكين لخدمة مبتعثي الملحقية وأهدافها لتستمر حلقة وصل بين الثقافتين الشرقية والغربية. وأثنى د. العتيبي على العمل الدؤوب لوكيل الوزارة لشؤون البعثات والمشرف العام على الملحقيات الدكتور جاسر الحربش لتسهيل جميع العقبات المرتبطة في عمل المشروع ودعمه اللا محدود في شؤون المبتعثين ليحققوا الهدف الذي ابتعثوا من أجله، مؤكدا أن المبنى يضاف الآن كمعلم جديد إلى معالم مدينة لاهاي لطرازه العمراني الفريد وجمالية تصميمه والتي روعي فيها الجمع بين التراث السعودي العريق والطراز المعماري الهولندي، وهنأ الوطن بهذا الصرح الجديد والذي سيكون - إن شاء الله - مركز استقطاب لأعرق المؤسسات والجامعات الهولندية.