«الجزيرة» - عوض مانع القحطاني / تصوير - عبدالله مسعود: قال الرئيس التنفيذي لشركة المعدات المكملة للطائرات الدكتور المهندس منصور العيد إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز القائد الأعلى لكافة القطاعات العسكرية يولي قواتنا المسلحة جل عنايته واهتمامه ويولي الصناعات العسكرية داخل المملكة كل الدعم والتشجيع ويدعم بناء قواتنا المسلحة، مؤكداً بأن سمو ولي ولي العهد وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان يعمل على توطين صناعة قطع الغيار العسكرية للطائرات والمعدات في الداخل، وأن هناك اهتماماً خاصاً يتوافق مع رؤية المملكة التي أعلنها سموه، مشيراً إلى أن مرحلة التغيير بدأنا نجنيها من خلال توفير العديد من قطع الغيار وصيانة طائرات القوات الجوية وإنشاء المصانع المتخصصة بالإضافة إلى صيانة طائرات الخطوط السعودية من خلال أكبر مرفق في الشرق الأوسط وفي إفريقيا لصيانة الطائرات وتصنيع قطع الغيار بأيد سعودية مؤهلة، ثم تدريبها و تأهيلها في مصانع عالمية. * كيف بدأت شركة معدات الطائرات؟ - أنشئت شركة معدات الطائرات عام 1988م كجزء من برنامج التوازن الاقتصادي بالإضافة إلى شركة السلام للطائرات وشركة الإلكترونيات المتقدمة وهذه الشركات الثلاث إنشئت في وقت واحد وكان الهدف منها إنشاء قدرات وطنية في مجال الصنعات الدفاعية. وبدات الشركة بعقد صيانة طائرات سي 130 وهي طائرة النقل في القوات الجوية واستطاعت الشركة أن تنقل وتوطن تقنية صيانة هذه الطائرات وتلبية متطلبات القوات الجوية لمدة 25 عاماً. في السنوات الماضية طورت الشركة قدراتها وتوسعت في قدرات الصيانة بالحصول على صيانة طائرات إف 15 المقاتلة وأصبحت الشركة الآن من الشركات المميزة عالمياً في صيانة أجهزة هذه الطائرات، وكذلك أنظمة وعجلات الهبوط وأنظمة المكابح، وأنظمة التحكم في الطيران والكثير من أجهزة تلك الطائرات، بعد ذلك حصلت الشركة على التأهيل لصيانة طائرات (الترنيدو) و طائرة (الهوك) واستطاعت الشركة أن تقوم بصيانة أجزاء كبيرة من هذه الطائرات. وحصلت شركة معدات الطائرات مؤخراً على صيانة طائرات التايفون وهي من أحدث الطائرات وستقوم الشركة بصيانه أنظمة الهيدرولك في هذه الطائرة وستحصل خلال الفترة القليلة المقبلة على صيانة أنظمة الوقود والتحكم البيئي، وأنظمة المحركات الثانوية. وبيّن د. العيد بدأ المفاوضات مع الإخوة في دولة الكويت بعد شرائهم لطائرة التايفون للاستفادة من القدرات المتوفرة لدى الشركة في مجال صيانة طائرات التايفون وتوفيرها في أقصر وقت ممكن دون أي تأخير حتى تكون جاهزية هذه الطائرات عالية جداً. * كم نسبة التوفير الذي من الممكن أن يتحقق عند الإصلاح داخل المملكة عن الإصلاح في الخارج ؟ - أريد أن أؤكد بأن صيانة قطع الطائرات داخل المملكة ومن خلال الشركات المحلية والأيدي الوطنية سوف يقلل ما يقارب 40 % إلى 60 % من التكلفة وهذا شيء ممتاز.. وتدريجياً سترتفع هذه النسبة، ناهيك عن ذلك كله أننا وفرنا أمراً مهماً جداً وهو رفع جاهزية الطائرات دون الانتظار لجلب قطع من خارج المملكة.. لأنه كلما أصلحت الطائرة بشكل أسرع تكون جاهزيتك عالية جداً وكذلك توفير الوظائف للمواطنين السعوديين، وهذا الشيء يساهم في الأمن المجتمعي للمملكة. * هل ستتوفر وظائف للشباب السعودي في مجال صيانة وصناعة قطع الغيار للطائرات ؟ - أريد أن أوضح أمراً مهماً جداً وأقول ومن خلال تجربة بأن لدى المملكة من الكفاءات والعقول من الشباب السعودي ما يوازي الخبرات من الخارج، لدينا ولله الحمد طاقات بشرية تحب أن تعمل في مجال التقنية، وبتوفيق الله سبحانه وتعالى وجهود المخلصين أتوقع توفر آلاف الوظائف في الشركات المحلية وبمرتبات مجزية.. وستساهم في استقرار الشباب وتلبية متطلباتهم وتوفير حياة كريمة لهم ولأسرهم من خلال هذه الوظائف الفنية بعد أن يتم تدريبهم وتأهيلهم.. وتوفير تلك الأعداد في الواقع يلتقي مع أهداف رؤية المملكة ومع الأهداف الإستراتيجية للدولة -رعاها الله-، وأصبح ما نقوم به ليس خياراً أبداً بل هو توجه حتمي نعمل عليه وفق رؤية 2030. وأضاف العيد: لا يمكن أن تقوم الدولة بتوفير الوظائف لوحدها وإنما يجب أن يساهم القطاع الخاص بتوظيف أبناء الوطن وتدريبهم وتأهيلهم لأنهم من سيبقون، أماغير السعودي فهو موجود لمدة محدودة وتنتهي وتبقى المسؤولية لابن الوطن.. موضحاً أن نسبة السعودة في شركة معدات الطائرات تجاوزت 62 % ولدينا أهداف بأنه خلال السنتين القادمتين سوف نصل إلى 80 % من الأيدي الوطنية كما أريد أن أقول بأن المواطن أثبت قدرته على استيعاب التقنية ويماثل الأجنبي.. والشباب يحتاجون البيئة المناسبة والنظام العادل.. موضحاً بأن توجيهات سمو ولي ولي العهد تركز على الاعتماد على ابن الوطن وتدريبه وتأهيله حتى نكون قادرين على توطين الصناعات العسكرية داخل المملكة بدلاً من الاعتماد على الخارج والحصول على قطع الغيار بكل يسر وسهولة من الداخل بأسعار معقولة. * ما هي علاقتكم مع المصانع التي تقوم بتصنيع قطع الطائرات ؟ - لا يمكن العمل بدون الارتباط القوي مع هذه المصانع؛ لخبرتها ولوجودكفاءة فنية في هذه المصانع لا بد أن نستفيد منها و نعملمعها. فمثلاً يتطلب العمل على صيانة قطع غيار طائرة معينة على العمل مع الشركات المصنعة لتلك القطع والحصول على الكتب الفنية والتدريب والتأهيل، كما أن هذه الشركات تقوم بمراقبة الجودة للأعمال التي نقوم بها ضمن المواصفات والمعايير العالمية. * ما هي خطتكم لصيانة وصناعة ما تحتاجون إليه منقطع الغيار للطائرات؟ - نعم يوجد لدينا خطة متكاملة لصناعة بعض قطع الغيار التي تحتاجها طائراتنا الحربية.. مثل صناعة بعض الأجهزة ( الهيدرلوكية)، صناعةأنظمة الوقود، صناعة الأنظمة البيئية، صيانة المحركات الصغيرة، صيانة أنظمة الهبوط. يوجد لدينا أكبر مرفق لصيانة الطائرات ونتطلع لتشريف صاحب السمو الملكي ولي ولي العهد لافتتاحه تم الانتقال مؤخراً للمقر الجديد للشركة الذي يعد أحدث مرفق في الشرق الأوسط لصيانة الطائرات وأكبر مرفق في المنطقة لصيانة أنظمة الهبوطللطائرات العسكرية والمدنية للطائرات الكبيرة والطائرات الصغيرة التجارية، وهذه الطائرات تحتاج إلى توفر مرافق لصيانة أنظمة الهبوط ذات مواصفات وقدرات معينة وهذه المرافق هي الوحيدة في المملكة أو في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي لديها القدرة لصيانة هذه الطائرات وعلى مساحة (100) مئة ألف متر مربع، وهذه خطوة كبيرة وسنستمر في توجهنا للتوسع والتطور حتى نصل إلى ما نطمح إليه في هذا الوطن وبكل عزيمة، والدولة تدعمنا وتشجعنا .. وقد عقدنا اتفاقية مع الخطوط السعودية لصيانة أنظمة طائرات إيرباص (320) وبعدها في 2019 سوف نبدأ في صيانة طائرات 777 التابعة للخطوط السعودية. ونتطلع لتشريف صاحب السمو الملكي ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع لافتتاحه في القريب العاجل بحول الله تعالى، والشركة لديها خطط للتوسع خارج السوق السعودية ولدينا طموح أن نتوجه للأسواق الخارجية.. مثل دول الخليج لأن هذه الدول حالياً تقوم بإصلاح طائراتها في الدول الأوروبية والأمريكية.. وبحكم توفر المرافق لدينا والقدرات الفنية والتنافسية في الأسعار سوف نحصل على عقود من خطوط الطيران الخليجية، و سترى النور قريباً وتعزز مكانة الشركة. * هل الخطة للاكتفاء المحلي أم هناك توجه للخارج ؟ - لدينا طموح وخطط لاستهداف السوق الخارجي.. والسوق السعودية أساسي ولكن سوف نتوسع لدول الخليج والدول الإفريقية.. ونحن لدينا الدعم الحكومي وسنستطيع منافسة الشركات العالمية، وسنعمل على أن تكون أسعارنا معقولة مقارنة بأسعار الشركات العالمية. * ما مدى نجاح تجربة التصنيع المحلي داخل المملكة ؟ - أنا أعتقد بأن الاستثمار مراحل.. لأنه لا يمكن أن تبدأ التصنيع قبل أن تبدأ الإصلاح.. الخطوة الأولى للتصنيع هو الإصلاح.. لدينا اتفاقية مع شركات عالمية لتصنيع قطع أساسية في بعض الطائرات ولأول مرة في المنطقة وستعلن تلك المشروعات قريباً. * هل تواجهكم أي مصاعب في مجالات التصنيع المحلي ؟ - لا شك في وجود بعض التحديات في الحصول على موافقة الشركات الأجنبية والسماح بنقل وتوطين التقنية للمملكة.. ولكن الدولة لدينا تدعمنا في هذا المجال، والمهم وضع ضوابط للعقود بحيث يتم توظيف جزء من العقد داخل المملكة حتى يكون هناك مجال للاعمال المحلية وفتح المجال لتوظيف الشباب السعودي وتقوية اقتصاد الوطن بدلاً من ذهاب بعض العقود بالكامل خارج المملكة.. ويكفي بأن رؤية المملكة 2030 تركز على أن يكون هناك 50 % من قيمة عقودنا داخل المملكة، وإذا تم ذلك سيكون لدينا اقتصاد قوي جداً، وهذا ما يطمح إليه ولاة الأمر في هذه البلاد من خلال شركات قوية ووظائف متاحة للمواطنين، وعندها لن يكون لدينا بطالة، ولا يجب أن نفعل ذلك في وزارة الدفاع فقط بل قطاعات الدولة كلها حتى يكون هناك مجال لشباب وشابات الوطن في العمل. * ما مدى الاستفادة من العنصر الأجنبي في مجال التصنيع داخل المملكة ؟ - العنصر الأجنبي مثلما قلت في السابق ضروري جداً خاصة في المراحل الأولية لنقل وتوطين التقنية؛ وذلك لأن لديهم خبرات طويلة وكبيرة ونحتاجهم للتدريب، ولكن يجب أن تكون محددة بفترة زمنية واضحة. * هل هناك مجال لإدخال العنصر النسائي في مجالات الصيانة والتصنيع العسكري ؟ - حالياً لدينا توجه لذلك وقد قابلنا أعداداً كبيرة من الراغبات العمل في هذه المصانع والمرأة قادرة على العمل في مجالات التقنية. ونحن نعمل على إيجاد مرافق مناسبة لعمل المرأة والبدء في توظيف العنصر النسائي.. سوف نبدأ بعدة برامج متنوعة لتأهيل المرأة في الشركة في مجال تطوير الأعمال والبرمجة ومجالات الحاسب والتسويق.. وسوف يصل توظيفهم خلال الأربع سنوات المقبلة إلى 40 % من الوظائف حسب خطة الشركة. * من أين تحصلون على مواد تصنيع قطع الغيار ؟ - المواد التي نحصل عليها أكثرها من خارج المملكة .. ولكن نحن في الشركة نحاول تصنيع قطع الغيار كثيرة الاستهلاك داخل المملكة، لدينا مصانع ذات جودة عالية في المملكة.. والآن هناك جهود كبيرة من إدارة التصنيع العسكري بوزارة الدفاع لتوطين صناعة قطع الغيار العسكرية داخل المملكة من خلال مصانع سعودية ذات خبرة عالية ومتميزة.. وهناك أكثر من (400) قطعة تم الاتفاق على صناعتها داخل المملكة، و هناك توجيه من سمو الأمير محمد بن سلمان بأن يكون هناك 10 % من مكونات العقود تصنع داخل المملكة وترتفع سنوياً حتى تصل إلى النسب التي أشرنا لها في حديثنا. * ما هي علاقاتكم مع الجامعات السعودية ومراكز البحث العلمي؟ - أريد أن أؤكد ضرورة التعاون بين مراكز البحث والتطوير في الجامعات السعودية ومراكز البحوث العالمية والشركات الوطنية، ولدينا تفاهمات وتعاون مع مركز الأمير سلطان للدراسات والبحوث الدفاعية، ويجب أن نتوسع فيها لخدمة توجيهات البلد على أساس دعم الصناعات الوطنية.. وهذه المراكز هي التي توفر لنا الخبرات بدلاً من الاعتماد على الشركات العالمية.