شهدت الملحقية الثقافية في بريطانيا مع قدوم ملحقها الجديد الدكتور عبدالعزيز المقوشي طلائع لملامح حراك ثقافي وأكاديمي سعودي بريطاني على مختلف الأصعدة، والذي يبدو أنه تهيئة للإعلان عن ما تم التلميح إليه في عدد من تصريحات المقوشي في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي عن عزم الملحقية على إطلاق إستراتيجيتين أكاديمية وثقافية ترميان إلى تقوية وتوثيق التعاون المشترك لخدمة تطلعات المؤسسات الأكاديمية والثقافية في البلدين الصديقين المملكة العربية السعودية وبريطانيا، والطلبة المبتعثين. ملامح الحراك الأكاديمي ظهرت جلية من خلال الاجتماع مع رؤساء الجامعات البريطانية خلال الأسبوع الأول من مباشرة الملحق الجديد لمهام عمله، والذي وصفه بأنه "يأتي ضمن إستراتيجية الملحقية الثقافية في الشراكات الأكاديمية والبحثية مع الجامعات البريطانية"، والذي يعقد لأول مرة في تاريخ عمل الملحقية، بعد أن تم التنسيق له مع سفير بريطانيا لدى المملكة في الرياض حتى قبل مباشرة المقوشي لمهام عمله، ويعزز هذه النيات الجهود التي تبذلها الملحقية هذه الأيام واتصالاتها التنسيقية مع عدد من الأساتذة السعوديين في الجامعات البريطانية، للاستعانة بهم في صياغة رؤية عمل مشتركة في المجالات الأكاديمية والبحثية تخدم الأطراف ذات العلاقة: جهات الابتعاث في المملكة، والجامعات البريطانية، والطلبة المبتعثون في البرامج الأكاديمية أو برامج التدريب. ولأن يسهموا بعلاقاتهم وخبراتهم مع جامعاتهم في مساعدة الملحقية في تشكيل نواة للتعاون الإستراتيجي السعودي البريطاني المشترك. على الصعيد الآخر، تظهر ملامح الحراك الثقافي في الملحقية من خلال الإعداد عن برنامج للحراك الفكري والثقافي السعودي البريطاني كخطة عمل سنوية يشتمل على حزمة متنوعة من الأنشطة الثقافية تشمل المعارض، والمؤتمرات، والمحاضرات، والندوات، وتبادل الزيارات، وتعزيز الهوية الوطنية لدى أبناء المبتعثين، ونشر وتعزيز ثقافة الحوار مع الآخر في الخارج. هذه البرامج روعي فيها أن تكون تحت مظلة سفارة خادم الحرمين الشريفين، وبمشاركة عدد من المؤسسات ورجال العلم والفكر والثقافة والباحثين في كل من المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة، كتعاون سعودي بريطاني متكامل في قالب مؤسساتي، لإبرار التنوع الثقافي والاجتماعي للبلدين الصديقين. على صعيد ذي صلة، برز دور المبتعثين الجوهري في إستراتيجية الملحقية المرتقبة من خلال كلمة الملحق الثقافي في تدشين أعمال المنتدى العلمي الأول للطلبة في بريطانيا، حينما قال: "إن الملحقية الثقافية تعول كثيراً على أشكال الحراك العلمي والبحثي للطلبة، لتسهيل مهمة الملحقية في تأسيس نموذج جديد ومتطور للشراكات الإستراتيجية النوعية لخدمة مستقبل العلاقات الثقافية ودعم مسيرة التعاون بين البلدين الصديقين". وعلى المستوى التنفيذي، شهدت الملحقية جملة من الإجراءات التي تصب في مصلحة تحسين خدمة الإشراف الدراسي، في مقدمتها التحول من نظام الإشراف الفردي إلى نظام الإشراف الفردي الشامل على المبتعث، والمتضمن دمجاً لعدد من الأقسام والمهام ليتم بموجبه التعامل مع طلبات المبتعث والمرافقين له من قبل مشرف واحد تبدأ علاقة المبتعث به من لحظة فتح ملفه بالملحقية وحتى استكماله للدرجة العلمية التي ابتعث من أجلها. كما صدرت التوجيهات بعدم رفض طلبات المبتعثين بسبب نقص في المستندات بحيث يعاد الطلب غير المكتمل من قبل المشرف إلى الطالب لاستكمال المسوغات والمستندات اللازمة لدراسة الطلب ومن ثم إصدار القرار المناسب استناداً إلى الحالة، وتطوير نظام الاتصالات كجزء من عملية تطوير آلية الإشراف الدراسي لخدمة المبتعث. إضافة إلى تطمينات الملحق الثقافي للمبتعثين بشأن ملفي تثبيت سعر الصرف والتأمين الطبي الذين وصفهما بأنهما "محل اهتمام معالي وزير التعليم الشخصي ونعمل مع مسؤولي الوزارة على هذا الملف وإيجاد الحلول المناسبة".