أوضح المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا الجمعة أن المشاركين في مفاوضات السلام ملزمون ببحث العناوين الاربعة التي يتضمنها جدول الاعمال بغض النظر عن التراتبية، مؤكداً أنه لا يتوقع «تحقيق المعجزات» في الجولة الراهنة. وقال دي ميستورا في مؤتمر صحافي مساء أمس الجمعة بعد لقائه للمرة الاولى وفدي الحكومة السورية والهيئة العليا للمفاوضات إنه ترك للوفود «حرية اختيار العنوان التي ترغب بمناقشتها لكنها في نهاية المطاف ملزمة بالتطرق الى العناوين الاربعة»، مضيفا «هذا هو الاتفاق». ومن المقرر أن تبحث الجولة الراهنة جدول أعمال «طموح» يتضمن أربعة عناوين رئيسية، هي الحكم والدستور والانتخابات ومكافحة الإرهاب، على أن يتم نقاشها «بشكل متواز». وجاءت مواقف دي ميستورا إثر إعلان وفد الحكومة السورية الجمعة أنه سيبدأ غدا (اليوم) بحث سلة مكافحة الارهاب، فيما قال وفد الهيئة العليا للمفاوضات إنه بدأ بحث مسألة الانتقال السياسي مع دي ميستورا. وقال المبعوث الدولي «لا اتوقع (تحقيق) المعجزات ولا اتوقع اختراقاً أو حتى انهياراً ولكن البناء على ما حققناه في الجولة الرابعة والشروع في خطوات تطبيقية». وبدأت جولة المفاوضات الراهنة الخميس بمحادثات تمهيدية أجراها مساعد المبعوث الخاص، رمزي عز الدين رمزي، قبل عودة دي ميستورا من جولة خارجية شملت موسكو، أبرز حلفاء دمشق، وانقرة والرياض الداعمتين للمعارضة. ويلتقي دي ميستورا اليوم السبت الوفدين مجدداً على أن يغادر الاثنين الى عمان لاطلاع القمة العربية على الجهود المبذولة لتسوية النزاع السوري، ثم يعود الثلاثاء الى جنيف. وبعد لقائه دي ميستورا مساء، قال رئيس الوفد نصر الحريري للصحافيين إن المناقشات كانت «مثمرة.. وعرضنا افكارنا حول هيكلية وتشكيل هيئة الحكم الانتقالي وكذلك جميع المؤسسات المرتبطة بها اثناء مرحلة الانتقال السياسي». من جهته، اشار رئيس وفد الحكومة السورية بشار الجعفري الى الاتفاق مع دي ميستورا على أن «التطورات التي تحدث على الارض.. استدعت أن نبدأ (السبت) بمكافحة الارهاب». واوضح في الوقت ذاته أن البدء بنقاش مكافحة الارهاب «لا يعني أننا اهملنا بقية المواضيع» التي قال إنه «يتم التعامل معها بالتوازي». ويزيد التصعيد الميداني من التعقيدات التي تحيط أساساً بجولة المفاوضات. وتبدو إمكانية تحقيق اختراق جدي محدودة وفق محللين. وتشن فصائل مسلحة بينها جبهة فتحلشام (النصرة سابقاً) هجومين منفصلين ضد مواقع القوات الحكومية في شرق دمشق وفي ريف حماة الشمالي (وسط)، وتدور منذ ايام معارك طاحنة بين الطرفين. واستعادت قوات النظام السوري امس الجمعة كل المواقع التي كانت سيطرت عليها فصائل المعارضة الاحد الماضي في هجومها المفاجىء على شرق دمشق، وفق ما اعلن الاعلام السوري الرسمي. من جهة أخرى أعلنت باريس أمس الجمعة ان معركة استعادة مدينة الرقة السورية من تنظيم داعش ستبدأ في الأيَّام المقبلة، لكن الطريق لا يزال صعبا أمام قوات سوريا الديمقراطية التي تخوض منذ أشهر اشتباكات عنيفة للسيطرة على معقل المتطرفين الأبرز في سوريا. وبدأت قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف فصائل عربية وكردية، في تشرين الثاني / نوفمبر الماضي عملية عسكرية واسعة لطرد تنظيم داعش من الرقة بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن. وقال وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان أمس الجمعة «اليوم يمكننا القول ان الرقة محاصرة ومعركة الرقة ستبدأ في الأيَّام المقبلة». وأضاف «ستكون معركة قاسية جدا لكن أساسية لأنه وبمجرد سيطرة القوات العراقية على أحد المعقلين والتحالف العربي الكردي على الآخر فإنَّ داعش سيواجه صعوبة حقيقية في الاستمرار». وتمكنت قوات سوريا الديمقراطية خلال الأشهر الماضية من إحراز تقدم نحو المدينة وقطعت كافة طرق الإمداد الرئيسية للمتطرفين من الجهات الشمالية والغربية والشرقية. وهي موجودة حالياً على بعد ثمانية كيلومترات من الجهة الشمالية الشرقية في اقرب نقطة لها من المدينة. وأكَّد المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية طلال سلو لوكالة فرانس برس ان «إتمام عملية الإطباق على مدينة الرقة يحتاج لأسابيع، ما من شأنه ان يهيئ الأمور لإطلاق المعركة رسميا». وتتركز المعارك حالياً في ريف الرقة الشرقي والريف الغربي، وفق ما قالت المتحدثة باسم حملة «غضب الفرات» جيهان شيخ احمد لوكالة فرانس برس.