أكَّد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن إمارة الشارقة أولت بناء الإنسان والتنمية المستدامة أهمية خاصة ووضعتها على سلم اهتماماتها، ووضعت الخطط والرؤى التي تركِّز على الفرد خلال مرحلة حياته لأنه الثروة الحقيقية والاستثمار الأمثل للمجتمعات، مشيراً سموه إلى أن الدول التي تسعى لتحقيق تنمية شاملة وعادلة ومستدامة عليها أن تهتم بمواطنيها وأن تحفز الشراكة الاجتماعية بشتى السبل وأن تهتم بكبار السن الذين قدموا للمجتمع أهم سنوات حياتهم. جاء ذلك خلال الكلمة الرئيسية التي ألقاها سموه في حفل افتتاح الدورة السادسة من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي «مشاركة مجتمعية.. تنمية مستدامة»، الذي ينظّمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة في مركز اكسبو الشارقة. استهل صاحب السمو حاكم الشارقة كلمته بالترحيب بضيوف المنتدى الذي تكبدوا عناء السفر ليقدموا خلاصة فكرهم ومعرفتهم في خدمة الإنسانية البشرية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مؤكداً سموه أن إمارة الشارقة تستفيد من هذه المعرفة والتوصيات المقدمة لخدمة مجال الاتصال الحكومي. وبيّن سموه أن إمارة الشارقة تبنت خطة عنوانها «خدمة الإنسان»، بدأت منذ أكثر من 30 سنة، فاهتمت بالتنشئة الاجتماعية في الصغر وأنشأت حضانات للأطفال، حيث أمر سموه بإنشاء 66 حضانة تُعنى بالأطفال منذ بداية الطفل الأولى لينشأ تنشئة صحيحة وسليمة، مع الأخذ بالاعتبار حاجة الطفل إلى حنان الأم. وتطرق سموه إلى تجربة إمارة الشارقة في برنامج برلمان الأطفال الذي يبدأ من سن الخامسة وحتى الثانية عشرة، وشملت التجربة عدداً من الإيجابيات منها أنها علّمت أطفالنا الجرأة والمسؤولية والشجاعة والانحياز للحق وعلمتهم بعض الأمور التي ستخدمهم في المستقبل مثل الترشيح الحر والانتخابات المباشرة. ثم تحدث سموه عن تجربة تأسيس مراكز الأطفال والتي تعنى بالأطفال حتى سن الثانية عشرة وقال سموه في هذا السياق «إن مشروع الاهتمام بالطفل بدأ منذ أكثر من ثلاثين عاماً عبر تأسيس مراكز للأطفال التي تعتبر مراكز علمية وثقافية وروحية هدفها بناء وتعزيز الشخصية الاجتماعية الملتزمة بقضايا ومصالح الوطن». وتناول سموه في السياق ذاته، تأسيس ناشئة الشارقة التي ينتقل إليها الأطفال عندما يصبحون في سن الثانية عشرة، مؤكداً أن هذه المراكز تتبنى منهاجاً تعليمياً أوسع من منهاج مراكز الأطفال للتطوير على ما اكتسبوه من خبرات في تلك المراكز ولتهيئهم للانتقال إلى الجامعات والمعاهد. وشدّد سموه على أهمية التعليم والبحث العلمي في بناء الكوادر والمهارات اللازمة لإنجاز أهداف التنمية المستدامة، كما أوضح سموه أن جامعات الشارقة خصصت 1200 منحة دراسية سنوياً لطلبة الجامعات، وللراغبين في استكمال دراستهم العليا قدمت 350 منحة لطلبة ماجستير، و120 لطلبة الدكتوراه، ودعمت حكومة الشارقة برامج البحث العلمي، حيث خصصت 120 مليون دولار أمريكي لها. كما أكد سموه أن إمارة الشارقة عنيت بكبار السن واهتمت بهم وبصحتهم وقدمت لهم الخدمات الطبية والرعاية الاجتماعية المجانية، مبيّناً سموه أن جميع من هم فوق سن 60 يتمتعون برعاية طبية مجانية مباشرة بدون الحاجة إلى وساطة شركات التأمين، بالإضافة إلى المبادرة التي أمر بها سموه بتوفير عيادات طبية متنقلة تخدم كبار السن في بيوتهم معتبراً أن من يريد التنمية المستدامة فليبن الإنسان منذ صغره وليرعه في كبره. واعتبر صاحب السمو حاكم الشارقة أن المشاركة الاجتماعية اللازمة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة لا تزال غائبة، وأنه على الرغم من وجود مساهمات قليلة من بعض الشركات إلا أنها غير كافية.