بسم الله الرحمن الرحيم صاحب السمو محافظ محافظة الدرعية الأمير أحمد بن عبدالله بن عبدالرحمن آل سعود- حفظه الله سعادة مدير عام التعليم بالرياض أمين الجائزة الدكتور عبدالله بن محمد المانع أبنائي الطلبة، أيها الإخوة الحضور السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نعيش هذه الأيام في أجواء رؤية (2030) وهي مفعمة بالأمل ومرتكزات هذه الرؤية: مجتمع حيوي، اقتصاد مزدهر، وطن طموح. يا لها من رؤية عظيمة تستحق الشكر والإشادة للقيادة الحكيمة وخاصة سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رعاه الله. ونلاحظ هنا أن أهم عنصر لضمان نجاح هذه الرؤية هو العامل البشري الذي سيتولى تنفيذها وتحويلها من أفكار إلى واقع ملموس ولكي يتحقق ذلك في نظري يجب اتخاذ الآتي: أولاً: لابد أن يتوفر لدى من ينفذ هذه الرؤية الدافع القوي للتنفيذ بالاقتناع بهذه الرؤية ونفعها للوطن والمواطن، ومن ثم يكافئ المجتهد ويحاسب المقصر. ثانياً: التأهيل والتدريب. ثالثاً: الأمانة في التنفيذ. واسمحوا لي أن أركزّ في كلمتي هذه على الأمانة. أيها الإخوة: الأمانة أوجبها الله علينا في كل أمورنا وفي كل تعاملاتنا. فالعبادة لله هي أمانة وسنسأل عنها، وكذلك تعاملك مع مجتمعك هي أمانة، فقد قال الله تعالى وهو أصدق القائلين: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إلى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ} . وفي الحديث الشريف عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، والأمير راع والرجل راع في أهل بيته، والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته، فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) متفق عليه.. وكذلك ورد في الحديث (أَدِّ الأَمَانَةَ إِلَى مَنِ ائْتَمَنَكَ، وَلا تَخُنْ مَنْ خَانَكَ). ديننا عظيم وصالح لكل زمان ومكان المهم أن نطبقه ونراقب الله في أداء الأمانة. فلو أن كل واحد منا استشعر عظمة هذا الخلق الكريم لأصبحنا أحسن الأمم. إن بناء الأوطان أعظم التحديات وقد فشل في ذلك كثير من الدول، لاسيما في عالمنا العربي والعالم الثالث بصفة عامة. فالأماني والرغبات لا تستطيع أن تبني شيئاً إذ لا بد من الجد والاجتهاد والإخلاص من أكبر مسئول إلى أصغرهم؛ فحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم- الذي مر بنا لا يترك شاردة ولا واردة في المسؤولية إلا أوضحها أوضح بيان، وأننا مسؤولون أمام الله تجاه هذه الأمانة. إخواني أحذر من السلبيات التي تتعارض مع تنفيذ الأمانة وهي في نظري: -الفساد بأنواعه مثل الرشوة وإيثار المصلحة الخاصة على العامة أو المحاباة بأنواعها. -عدم المبالاة وهذا الخلق قد يضر أكثر من الفساد، لأنه منتشر كثيراً بين الناس وهو يخّسر البلد خسارةً عظيمة. -التعقيد أو البيروقراطية التي تضيع المصالح لأسباب غير جوهرية. -الإسراف والترف فبلدنا لا يستطيع أن يكون مسرفاً بعد اليوم وهو يدخل المنافسة الحقيقية مع دول العالم فالإسراف خلق ذميم حذرّ منه الشرع فقال الله تعالى {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ}. وهذا أعظم تحذير من الإسراف وهو يشمل إسراف الدولة أو العائلة أو الفرد. وقد أشارت الرؤية إلى التحذير من ذلك بتشجيع الادخار. صاحب السمو.. أيها الحفل الكريم. العالم ينظر إلى المملكة نظرة فاحصة ويتساءل: هل تستطيع أن تحقق هذه الرؤية الطموحة بكل أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعسكرية؟ إنها ساعة الجد والمثابرة والإخلاص وحذار من كل السلبيات التي تعطل هذه المسيرة المباركة. إخواني، أنا متفائل بالمستقبل، ومكمن تفاؤلي أن قيادتنا تحكمنا حكماً أبوياً تحرص على مصلحة البلاد والعباد. وبلدنا لديه كل مقومات النجاح إذا أخلصنا لله في أمورنا كلها وأدينا الأمانة كما يجب أن تؤدَ. أيها الحفل الكريم اشكر كل من حضر وساهم في هذا الحفل البهيج وأخص سمو الأمير أحمد بن عبدالله بن عبدالرحمن آل سعود حفظه الله وسعادة مدير عام التعليم بالرياض الدكتور عبدالله بن محمد المانع والدكتور زيد بن محمد الزامل والأخ فواز آل داود وزملاءه. كما لا يفوتني أن أذكر جديد هذه الجائزة لهذا العام: أفضل معلمة وأفضل رائدة نشاط، وأود أن أذكر وبكل فخر أن الجائزة هذا العام تكرم الطالبة المبدعة أسيل بنت عوض العنزي في الأولمبياد الوطني للعلوم والرياضيات، راجياً أن يكون عملنا خالصاً لوجهه الكريم وأن يجمعنا دائماً على خير والله يرعاكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته