قام فريق طبي من مركز القلب بمستشفى د. سليمان الحبيب بالريان بإجراء عمليتَيْ قسطرة لمريضَيْن على الهواء مباشرة ضمن فعاليات المؤتمر السنوي ال 28 لجمعية القلب السعودية؛ إذ تم نقل وقائع علاج الحالتين عبر الأقمار الصناعية من داخل غرفة القسطرة القلبية بالمستشفى إلى مكان انعقاد المؤتمر، الذي أقيم بالتعاون مع الكلية الأمريكية للقلب وجمعية القلب الأوروبية. وقد تم اختيار المستشفى نظرًا لما يمتلكه من مركز متطور لطب وجراحة القلب، يضم تجهيزات حديثة، ويعمل به كفاءات طبية عالية التأهيل. وقام فريق طبي من استشاريي القلب بمستشفى د. سليمان الحبيب بالريان، ضم كلاً من الدكتور مصطفى يوسف والدكتور عويد الشمري، بإجراء عملية قسطرة نوعية لمريض في السابعة والأربعين من عمره مصاب بتصلب في شرايين القلب؛ ويعاني انسدادًا تامًّا بالشريان التاجي الأيمن، فيما بلغ الانسداد بالشريان التاجي الأيسر الأمامي 90 %، والخلفي 70 %، كما أنه مصاب بمرضَيْ السكري والسمنة، ولديه ارتفاع في الكولسترول. وبعد تجهيز المريض تم إجراء قسطرة معقدة لشرايين القلب التاجية، ونقلها على الهواء مباشرة بعمل مشترك بين د. مصطفى يوسف ود. عويد الشمري، وتم خلالها زراعة ثلاث دعامات، مع تقييم فسيولوجي لأحد الانسدادات في الشرايين التاجية بشكل ناجح والحمد لله. وقد قام الفريق الطبي بتقديم شرح مباشر عن التعامل مع مثل تلك الحالات خطوة بخطوة، وإيضاح فرص نجاح هذا النوع من العلاجات بأكبر قدر ممكن. وبفضل الله غادر المريض المستشفى في صباح اليوم التالي للعملية مع اختفاء أعراض الذبحة الصدرية التي كان يعانيها مع أدنى جهد قبل العملية. وأوضح الفريق أن العمل كفريق طبي على تبسيط التدخلات العلاجية المعقدة له دور كبير في نجاح مثل هذه العمليات النوعية. فيما كانت الحالة الثانية لمريض في الخامسة والأربعين من عمره، ولديه تاريخ مرضي بالسكري مع التدخين، ويعاني ألمًا بالساق والقدم اليمنى مع برودة وتنمل لمدة 4 أيام متواصلة، وقد تم تشخيصه بانسداد حاد في الشريان الحرقفي الأيمن (الشريان الرئيس للساق ابتداء من أسفل البطن). وقد قام الفريق الطبي بقيادة الدكتور عويد الشمري والدكتور محمود بت بإجراء قسطرة عاجلة على الهواء مباشرة لفتح الشريان الحرقفي باستخدام تقنية شفط الخثرات، التي مكَّنت من شفط كمية كبيرة من الدم المتجلط، وتم بعدها معرفة سبب الانسداد؛ إذ تبين أثناء القسطرة أن السبب في انسداد الشريان الحرقفي هو وجود تضيقين بسيطين في الشريان الحرقفي الأيمن مع وجود تضيق آخر في الشريان الحرقفي الأيسر، الذي بدوره قد يسبب المشكلة نفسها في الساق اليسرى. وقد تم علاج الشرايين الحرقفية بزراعة دعامات غير قابلة للتضيق بالمدى البعيد، وهي من أحدث أنواع الدعامات؛ وغادر المريض المستشفى في يوم العملية نفسه، وسافر إلى جدة بالطائرة مع انقطاع الألم والبرودة والتنمل في الساق والقدم اليمنى التي كان يعانيها بحمد الله وفضله.