كل الأفكار السياسية والاقتصادية المبهرة تتجدد مع كل عهد سياسي جديد، وهذا يعني أن إنتاج القرن الواحد والعشرين من أفكار ونظريات ودلالات ترفع من قدرات الإنسان وتهيئه إلى مستقبل جديد سليم. تحميه من حالات الغياب والمقاطعة مع العالم الآخر، واليوم بجهد الدولة وسياستها الحكيمة تصنع مستقبلاً جديدًا وتؤسس عصرًا اقتصاديًا تكنولوجيًا ينافس على أعلى المستويات. وما يثير الانتباه حقًا هو أن كل ما يحدث حولنا يوحي بأن الحياة تحظى برؤية إيجابية وتقدم سريع، يمضي الزمن وتجدد العقود وتبدأ الملاحم الكبرى ويحضر التاريخ ليكون شاهدًا على العصر - عصر الاقتصاد الجديد والسياسة التي تربط مصالح العالم بعضها ببعض وتفرض ضرورة التواصل-. قال الملك سلمان: «تأتي جهود الصين ومشاركة المملكة في بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، وطريق الحرير البحري لتعزز من العلاقات التجارية بين الشرق والغرب وتزيد من التفاعل بين الحضارات». إن عالم اليوم عالم متجدد متحرك مليء بوسائل اتصال مختلفة ومتنوعة تواكب الزمن لحظة بلحظة لا تتوقف تغذي الأحداث بالنشر عبر القنوات الإعلامية التي لا تعد ولا تحصى، لذا نقول إن سياسة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين حازت على المركز الأول في النقل الإعلامي لوسائل الاتصال العالمية والعربية. تصدرت الصفحات الأولى من أعرق الصحف العالمية ووكالات الأنباء. ومضت أغلب الصحف العربية في ذات الاتجاه وجاءت عناوينها بأخبار عن زيارة للشرق وأخرى للغرب ونمط جديد يصنع مستقبلاً اقتصاديًا وسياسيًا مزدهرًا يعيش لحظة التأكَّد من توقعاته. ولا شك أن الزيارات الرسمية التي نكتب عنها بفضل نموها الثقافي والسياسي والاقتصادي والتجاري قوة دولية تتجاوز التوقعات وهدف كبير يفرض التواصل في زمن العولمة المفتوح على كل الأزمنة بكل مكوناته السياسية محليًا وإقليميًا ودوليًا، ويرسم خطوطًا مستقبلية للأجيال. لقد شكل حضور خادم الحرمين والرئيس الصيني حفل اختتام معرض «طرق التجارة في الجزيرة العربية»: أهمية كبرى لهذه الزيارة، فهذه تجربة حكيمة تشير إلى «روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور» وذلك في متحف الصين الوطني ألقى الملك كلمة أكَّد فيها أن المعرض يسهم في تشكيل ثقافة مشتركة لشعبي البلدين عن دور المملكة والصين في بناء الحضارة العالمية. وقال - حفظه الله-: «إن هذا المعرض الذي يروي التاريخ العريق ل(الجزيرة) العربية وما يمثله من تبادل في مجال المعرفة والتراث التاريخي يعزز من أسس العلاقات القائمة بين البلدين (الصين والمملكة). مؤكدًا أن المملكة كانت ولا تزال معبر طرق بين الشرق والغرب وملتقى حضارات، مبينًا -حفظه الله- أن جهود الصين ومشاركة المملكة في بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، وطريق الحرير البحري تعزز من العلاقات التجارية بين الشرق والغرب وتزيد من التفاعل بين الحضارات. في الحقيقة فإن دور المملكة والصين في بناء الحضارة العالمية يصنع قيمة حقيقية لتوحيد العلاقات والاستثمار وتقدم نموذجًا بين حضارتين عريقتين للعالم.