ماذا أصاب وسطنا الرياضي؟! سؤال عريض بات يطلقه المتابعون لمناسباتنا الرياضية.. ولعل ما يحدث حاليًا داخل وخارج ملاعبنا هو ما قاد لهذا السؤال.. إن ما يحدث فعلاً شيء كبير وعجيب بعد أن انتقل مع الأسف الشديد ما كان يفعله سفهاء الرياضة سواء كانوا جماهير أو لاعبين أو إعلامًا في بعض البلدان التي عجت ملاعبها بالكثير من المشكلات وانعدام الأخلاق الرياضية وروح المحبة في رياضتها إلى ملاعبنا وجماهيرنا ووسطنا الإعلامي، إِذ أصبحنا نرى ما لا يسر من احتقان وتعصب وخروج عن النص. صحيح أن هناك بعض القرارات العقابية تصدر من لجنة الانضباط لكنها قرارات متفاوتة ومتباينة تتخطى الكثير من الأحداث في أحيان كثيرة وبالتالي لا تكون رادعة لمثل تلك المشكلات وهذه الفوضى. المؤسف حقًا أن بعض الإعلاميين الذين يحلون ضيوفًا لدى بعض البرامج يزيدون الطين بلة بتعصبهم وقلبهم للحقائق، إضافة إلى ما يحدث بينهم من سب وشتم وخروج عن الروح الرياضية.. لذا فإن أولى خطوات العلاج هو منعهم من الظهور حفاظًا على الذوق العام، لأن ما يفعلونه يعد أحد أبرز أسباب تلك المشكلات الرياضية. لقد وصلت رياضتنا إلى منعطف خطير في السنوات الأخيرة وباتت معها الروح الرياضية في مهب الريح، فما فعله جمهور ولاعبو الاتحاد في مباراة الهلال الأخيرة من خروج عن الروح الرياضية لم يكن هو المرة الأولى إِذ تكرر كثيرًا، كله بسبب الشحن الزائد إداريًا وإعلاميًا. نتمنى من اتحاد الكرة النظر في وضع إيقاف كل من يكون سببًا في إحداث أي فوضى أو مشكلات أو شحن جماهيري، وليكن الشطب النهائي أقل عقاب له كي يتعظ غيره فالذي نشاهده حاليًا لا يسر لا من قريب أو بعيد، كما يتم إيقاف تلك البرامج الداعمة والمسببة لتلك المشكلات والتعصب الرياضي وهؤلاء الإعلاميين الذين ليس لديهم شغل أو مشغلة سوى إثارة التعصب والمشكلات في بعض البرامج. ماذا بعد رحيل زوران يا نصر؟! عندما يكون لديك مدرب ينجح في قيادة فريقك للمباراة النهائية أمام خصم قوي كالهلال، ويقدم مستويات جميلة، وينافس على بطولات الموسم، ويختار أفضل العناصر والتشكيل المناسب لكل مباراة.. وبعد كل هذا تستبعده من أجل لاعب انتهت صلاحيته، ولم يعد لديه ما يقدمه للنصر، فهذا بحد ذاته مصيبة. هذا ما فعله النصر مع المدرب زوران.. لكن ماذا فعل الفريق بعد رحيله؟ وماذا قدم اللاعبون الذين تمت مجاملتهم على حساب النادي؟ الجواب بكل بساطة: ها هو الفريق الأصفر يخسر أولى بطولات الموسم، التي كانت في متناول يده، ولا يفرط فيها أي فريق يلعب على أرضه وبين جماهيره.. وها هي آماله تتقلص في استعادة لقبه بطلاً للدوري ما لم تحدث معجزة تزيح المتصدر. كل هذا بسبب بعض اللاعبين الذين ربما تكون (الإدارة) أعادتهم للتشكيل الأساسي بدلاً من المدرب، وهم ليس لديهم ما يقدمونه، وكانوا أحد أسباب خسارة الكأس وفقدان أولى بطولات الموسم وخذلان الجمهور العاشق الذي خرج ولسان حاله يقول: «خيبت ظننا يا نصر؛ فهل يُعقل أن نضحي ببطولة من أجل من انتهت صلاحيتهم وأصبحوا عالة على الفريق»؟! إن هذه الخسارة سيتأثر بها الكيان النصراوي، سواء لاعبين أو جمهورًا، وسيفقد ما تبقى من بطولات ما دام هؤلاء اللاعبون يجامَلون على حساب الكيان النصراوي، وسيخرج العالمي بدون بطولة إذا استمر بهذه الحال.. وأنا، ومن خلال هذه الأسطر، أوجه رسالة إلى أولئك اللاعبين، وفي مقدمتهم حسين عبدالغني، وأقول له: ما قصرت، قدمت كل ما لديك خلال المواسم الماضية، وحان وقت الرحيل؛ فوجودك يؤثر على الفريق؛ فلا عمرك ولا مستواك يؤهلانك لتمثيل الفريق؛ فارحل مشكورًا على ما قدمت. وكذلك أنت يا محمد السهلاوي؛ فمستواك هابط، ولم يعد لديك ما تقدمه للنادي. وأنت يا عبدالله العنزي، عندما تبتعد عن التدريبات فترة، وتغيب فترة، ومستواك سيئ جدًّا، وفي الأخير نراك في حراسة المرمى في مباراة نهائية؟ فماذا بعد رحيل زوران يا نصر؟ وهل سنفقد جمهور الشمس العاشق في المدرجات بعد ضياع هذه البطولة؟ أخيرًا وليس آخرًا، لا نريد أن نفقدك أيها العالمي في منصات التتويج، ولا نريد أن تخيب ظن الجمهور العاشق الذي يستحق الأفراح، وليس فرحة عابرة.