ضوء الشمس يوم الجمعة الماضي أصابته الغيوم، الألم من الجرح الذي نزف وما زالت الدماء منه تسيل بلا علاج ولا طبيب.. عذرًا جمهور العالمي؛ الكل أحس بأوجاعكم إلا الإدارة واللاعبين والأجهزة الفنية؛ كان لهم رأي آخر لمزيد من الأوجاع والأنين. سأتحدث بلسان أحد جماهيره، وأسأل: ما هو سر ضياع 8 بطولات منذ استلام الإدارة زمام الأمور باستثناء إحراز كأس ولي العهد أمام الهلال وخسارة باقي البطولات؟! أقر وأعترف بأن الرئيس والإدارة أحرزوا عملاً جبارًا لكي يتعود النصر على صعود المنصات التي غاب عنها فترة من الزمن، ليست بسيطة، وهذا يحسب لهم، ولا ينكر هذا الجهد إلا جاحد، ولكن ما هو سر خسارة تلك النهائيات؟ فقد حضر جمهور الأصفر، وملأ المدرجات دومًا؛ فهو لا يحتاج إلى دعوة؛ لأنه عاشق متيم منذ سنوات، توارث الحب أجيالاً خلف أجيال، وشجع بحماسه المعتاد الذي لا يقارعه فيه أحد.. أفضل مَن عمل التيفو في ملاعب كرة القدم السعودية بفنون وأشكال وعبارات لن ينساها تاريخ الرياضة السعودية والآسيوية.. إذن لِمَ يحدث قصور؟ دفع المال للحضور، وشجع بجنون الولهان، وساعد مع نجومه ولاعبيه وإدارته في بطولة دوري 1414 و1415. نعود لأسرار مخفية، أصبحت للعلن واضحة جلية، ألخصها في سببين مهمين. أولاً: الرئيس عمل واجتهد منذ استلامه الدفة حتى الساعة، لكنه بطريقة أو أخرى نسي أو تجاهل أن نجاح أي منظومة ولو رياضية هو بالعمل الجماعي الإداري البحت، والمشورة دون الخوض في الأمور الفنية؛ فهي من اختصاص المدرب بالدرجة الأولى.. والتركيز على أمور اللاعبين النفسية والمالية فقط. مَن يشاهد لقاء الاتحاد يعلم أن المدرب ليس له ناقة ولا جمل، لا بتشكيل ولا أمور فنية.. وإلا بالله عليكم كيف يسمح لحارس يتغيب متى ما أراد أن يمثل الفريق في أهم مباراة، ويضعه أساسيًّا، ويترك النجم شيعان الذي ساهم في وصول الفريق لتلك المباراة؟ ويشرك ظهيرًا بلغ من الكِبَر عتيًّا أساسيًّا وهو لم يشاهده أبدًا لتغيبه 4 أشهر عن الفريق، ويضعه بمغامرة أساسيًّا ظهيرًا أيسر. قدر ولطف الله بعدم مشاركة المولد وإلا لكانت الطامة بالثلاثة أو الأربعة. ما يدل على كلامي تصريح الريس بعد نهاية مباراة الرائد، وتحمل الخسارة بالكامل؛ فهو من أكد ذلك، وهذه شجاعة تحسب لأبي تركي يشكر عليها. ثانيًا: لا توجد أي روح أو تفاعل من لاعبي النصر بتلك المباراة، وهي ليست المرة الأولى التي يصابون بها، وخصوصًا في النهائيات. سرحان وعدم جدية وبرود وحرق أعصاب.. وأستثني منهم برونو اوفيني قلب الدفاع المحارب؛ إذ تشعر بعدم راحة اللاعبين داخل المستطيل الأخضر، لا بردة الفعل، ولا باللعب الرجولي والتفاني مقابل ما يتقاضونه من رواتب ضخمة، لو أُعطيت لغيرهم لحرثوا الأرض؛ ليجلبوا لجمهورهم الفوز والكأس. كذلك أتت الشكوك لأن الفريدي احتياط، والمدرب نفسه أشاد به عندما أشركه في مباراة الوحدة، وسجل هدفًا لا يسجله إلا فيلسوف هذا الزمان. فبالله عليكم، كيف يضعه احتياطًا مرة أخرى بعد الإشادة؟! رحم الله حال جمهور النصر، وأعانهم على مصابهم وألمهم؛ فالصدمات الكروية تتوالى، والكآبة لأنفسهم أصبحت معتادة! أود التذكير بغياب شخصيات مؤثرة شرفية داعمة وعاشقة للكيان، غابت لأسباب، ولا يهم جمهور الشمس سبب ابتعادها عن النادي، ومن تسبب بذلك.. هي تنتظر وقفة بطولية، تجعل الحياة تدب في عروق نصر بالصولات والبطولات.. ولن يساعد بعودتهم إلا كبير الشرفيين وعاشقه الأول صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن سعود بن عبدالعزيز رئيس هيئة أعضاء الشرف الإنسان المبتسم الداعم الأول الحريص على توحيد الصفوف الصفراء، وتقويتها، ورفعة الأصفر لعلوه المعتاد. ترقب أيها المشجع المظلوم؛ فقد اقترب رفع الظلم عنك وإنصاف حضورك، فقط تأكد أن العالمي يمرض ولا يموت مهما كانت الظروف. لا أنتمي لأي صف ولا جماعة.. ذكرت ما يملي عليه ضميري، وعبّرت عما في داخلي، وإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان. فالعاشق ليس كالمحب، شتان بينهما، ورحم الله صاحب المقولة الخالدة (النصر بمن حضر)، قصد بها الكبير والصغير، الرئيس واللاعب والإداري والمدرب وكل أحد يخدم الكيان النصراوي بلا استثناء. والله من وراء القصد.