كنت قد تعرضت في الأسبوع الماضي للرحلة المباركة التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- إلى دول آسيوية ابتدأها بماليزيا، ولاشك أن الحديث عن هذه الرحلة لا يمكن تغطيته في مقال أو مقالين أو أكثر لأنها في ظني تحتاج إلى وقفة عميقة، فهذه الرحلة كما أشرت هي عمل دبلوماسي بارع سيعمل دون شك على توثيق علاقة المملكة بالبلدان التي زارها خادم الحرمين، ثم إنها تأتي من منطلق أن المملكة تمثل قلب العالم الإسلامي النابض، وأنها كانت المؤثر الرئيسي في كل بلدان المسلمين وبين كل المسلمين، وهي من خلال هذه الرحلة ورحلات قادمة إن شاء الله ستعيد مكانة المملكة كدولة قائدة ورائدة للعالم الإسلامي. كما أن هذه الرحلة ستقطع الطريق على أي نفوذ تخريبي يوجه إليها. الجميل في هذه الرحلة الجوانب الإنسانية والعفوية التي يتميز بها خادم الحرمين الشريفين حيث كان يتعامل بعفوية تامة انعكست على المشاهد التي حملتها وسائل الإعلام من صحافة وتلفاز، إضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي وكانت اللقطات مؤثرة دون شك ومعبرة عن حصافة ودبلوماسية عميقة وتناغم مع روح العصر. كما أن الرحلة عكست عمق المحبة التي تكنها شعوب الدول الإسلامية لخادم الحرمين ومكانة المملكة في نفوسهم، وقد ظهر عبر وسائل الإعلام حفاوة شعب كل دولة زارها الملك قبل الحفاوة الرسمية التي بدت هي الأخرى عالية الاهتمام، وهو ما يُؤكد على الصِّلة والرابطة الروحية التي تحتلها المملكة في العالم الإسلامي. إن من المهم جداً أن تواصل الجهات المختلفة في المملكة والتي ستكون المحور لتوثيق هذه العلاقات في القادم مثل: وزارة الشئون الاجتماعية، ووزارة الثقافة والإعلام، ووزارة العمل والشئون الاجتماعية، ووزارة التعليم، ورابطة العالم الإسلامي، وبقية الجهات، يفترض أن تفعل نشاطها وأن تثابر على ترسيخ المفاهيم التي قصدها الملك سلمان وعمل على وضعها خلال زيارته. إن المواكبة والمتابعة الدائمتين سيعيدان إلى الوجود الدور السعودي القوي النابع من مكانة المملكة العربية السعودية كمركز ثقل أساسي في العالم، ودولة مساندة ومعينة للدول الإسلامية وأبناء المسلمين على مدى تاريخها.