جرت العادة في رياضة الهواة التي ما زلنا نمارسها بشكل أكبر من الاحتراف (رغم مزاعمنا بأننا في عصر الاحتراف)، أن نلخص الدور الجماهيري في الدعم المعنوي وإثبات الجماهيرية لمناكفة الخصوم وبعض الدعم المادي الذي كان يتجزأ بطرقٍ مختلفة تختلف بتغيّر المرحلة وما يتبعها من التزامات، فلا يحصل من بعدها النادي إلا على نزرٍ يسير من الفائدة المادية. أما الآن، ونحن نخطو خطواتنا الأولى نحو احتراف حقيقي، ونحو صناعة رياضة حقيقية، أصبح الحضور الجماهيري، عاملاً مؤثراً في مسيرة النادي بشكل مباشر ومؤثّر. فقد أعلنت الهيئة العامة للرياضة بالسعودية نظاماً جديداً للقواعد المنظمة للحد من ديون الأندية الرياضية، والتي تتبعها بطبيعة الحال قرارات منع من التسجيل إذا لم يستطع النادي الالتزام بتلك القواعد. وأقتبس هنا أحد البنود والتي تمثّل موضوع نقاش هذا المقال: البند الأول: التعريفات. - النادي المتعثر: النادي الذي بلغ إجمالي ديونه والتزاماته مبلغ المنع المذكور في الفقرة (2) من البند السابع وفقاً للمعادلة التالية: (التزامات النادي للعامين المقبلين + الديون الحالية - إيرادات النادي المستحقة والمتوقعة حتى نهاية العامين المقبلين - السيولة الحالية (الأرصدة النقدية) = إجمالي الدين والالتزام للعام القادم. - إيرادات النادي: ما يرد للنادي من عقود رعاية أو حقوق البث التلفزيوني أو (التذاكر) أو من ترتيب النادي في الدوري، ولا يدخل في ذلك التبرعات إلا إذا تم استلامه فعلياً. (انتهى) من يرى بعين واقعية، سيرى فعلياً مدى تأثير الحضور الجماهيري في الملعب على مسيرة النادي المستقبلية من حيث السماح أو المنع من التسجيل. فبنظرة سريعة على معدل الحضور الجماهيري للفرق في هذا الموسم نجد التالي: الاتحاد 25941 الأهلي 25745 الهلال 11351 النصر 8871 هذا الفارق وحده، من شأنه تحديد من سيسجل ومن سيمنع. وحتى زيادة المعدل بألف أو ألفي مشجع في المباراة، قد يكون الكلمة الفصل في تسجيل لاعبين يصنعون الفارق مع الفريق. التخاذل الجماهيري الحاصل من جماهير الهلال والنصر حالياً، يجب أن يخفض من أصواتهم عند الانتقادات لإداراتهم. وتبدأ هذه الجماهير التي تدعي العشق أن تجعل مما تدعيه واقعاً ملموساً ومؤثّراً في مسيرة فرقهم في المواسم القادمة. القرارات التي ظهرت سيتم تطبيقها من الموسم القادم، وليست نظريات على ورق لا تسمن ولا تغني من جوع. فهلا قامت الجماهير بدورها الحقيقي والملموس على كراسي المدرجات، أم أنها ستكتفي بالتغريد والأحاديث التي إن لم تخدم النادي فهي ستضره بلا شك. القرار لهم.