في ظرف أسبوع، وفي ثلاث مباريات قادها حكام محليون، ساحت الأخطاء في ملاعب الكرة، واتفق الجميع بمن فيهم المحللون التحكيميون (الفاهمون والمحايدون) على أن ما يحدث يوجب أن يتوقف اتحاد الكرة عنده ملياً، وأن يعيد النظر من جديد في لجنة الحكام ورئيسها المكلف، ومن الناس من لم يرَ بأساً في المطالبة بحضور الحكام الأجانب في جميع المواجهات المقبلة، فما حدث من المرداسي والحنفوش والطريس، وهم من الحكام الذي تراهن عليهم اللجنة، أمر لا يمكن قبوله أو تمريره أو السكوت عنه!! أخطاء الحكام تجاوزت كونها جزءاً من اللعبة، أصبحت مؤثرة تماماً في اللعبة، وتغير النتائج، وتضيع الحقوق والجهود، لا أقول هنا إن الحكم يتعمد الأخطاء، فلا يعلم ما في القلوب إلا بارئها، ولكن أقول إن الحكم الذي يخطئ خطأ بليداً ظاهراً يكشف عن عدم فهم للقانون، عدم التركيز في الملعب، التأثر بما يدور في الملعب وخارجه، وأثناء المباريات وبعدها، يجب ألا يتم السكوت عليه والتغاضي عنه، بل معاقبته وإعلان ذلك وإبعاده عن الصافرة إن لزم الأمر، فليس من المعقول أن تطال العقوبات الجميع، ويظل الحكام بمعزل عنها، وليس من المعقول أن تخسر الأندية وتذهب جهودها بسبب صافرة حكم لم يحسن التقدير!! إصلاح حال الصافرة لن يتم بمجرد تدوير الأسماء وتغيير الرؤساء، فذاك أمر جربناه مراراً وتكراراً، ولئن كانت اللجنة السلف قد شهدت أكثر أخطاء الحكام وتأثيرها في النتائج، فإنَّ ما قدمه الحكام في اللجنة الخلف يشي بأن الأمور لم تتغير، وأنها ستبقى على نفس الحال، ومع كامل التقدير لمرعي عواجي ومعاونيه فإنه لن يكون قادراً على تحقيق أي إضافة ولا سيما أنه أصبح محل خلاف دائم، واسمه يرد في كل نقاش عن أخطاء الحكام، منذ إدارته لمباراة الشباب والنصر الشهيرة قبل ثلاثة مواسم. إصلاح حال التحكيم يحتاج لمشرط يدور على كل كراسي اللجنة، مشرط تغيير لا يبقي ولا يذر، مشرط يبعد كل رموز التحكيم القديمة التي عملت فيه طويلاً ولم تحقق الإضافة المطلوبة، فالواقع يقول ان اللجنة قد ترهلت وأن بعض الأسماء فيها عُمِرَت وأنها استنفدت كل ما لديها. إصلاح حال التحكيم يحتاج جرأة متناهية وقرارات قوية من اتحاد الكرة الذي يجب أن ينطلق بخفة وسرعة للإصلاح، وأن يترك عنه الأوراق والمكاتب والدراسات، فكرة القدم في الميدان، وعندما لا يصلح الميدان لن يصلح أي شيء في كرة القدم. لقد ملّ الشارع الرياضي من الطريقة التقليدية في إصلاح ومعالجة مشاكل التحكيم، تذهب لجنة وتأتي لجنة، يذهب رئيس ويأتي آخر، تتوالى الوعود بالتقدم والتطوير، لكن الحال تغني عن المقال، فالتراجع يستمر، وكل موسم أسوأ من سابقة، وللأسف ففي المواسم الثلاثة الاخيرة، لم تعد المسألة مجرد أخطاء، بل كوارث تحكيمية راسخة لم يسبق لها أحد، تؤثر في النتائج وتقلب موازين المنافسة.... ثم يأتي مسؤول تحكيمي ليشيد بالحكام وقراراتهم !! قلت في وقت سابق ان الإصرار على تنصيب (حكم سابق) لرئاسة اللجنة هو أحد أسباب تراجع التحكيم، خاصة إذا كان (حكماً فاشلاً).. واليوم أقول ما قيل: ف (ليس كالحال دليلاً على صدق المقال)، وحال التحكيم يكشف ضرورة البحث عن آلية جديدة لاختيار رئيس اللجنة، تبعدها عن عباءة الحكام السابقين، وتقدمها لشخص مؤهل في أعمال الإدارة والتخطيط، مع الاستفادة من خبير تحكيمي أجنبي في الأمور الفنية لأعمال اللجنة. مراحل... مراحل * يخرج اللاعب ويسأله مشجع.. كيف سجلت الهدف فيرد ساخراً (بيدي)، ويسأل المذيع الحارس فيعترف بأنه مثل على الحكم وتسبب في طرد الحارس، ثم يمر الأمر مرور الكرام على لجنة الانضباط!! * يخطئ الحكم، يحتقن الإداريون، يناقشونه ويحتد النقاش وربما خرج عن مساره، يعاقبون... ويخرج الحكم كالشعرة من العجين!! * عوض خميس مكسب للهلال وفي مركز يحتاجه الفريق. * يطالبون بالحكم الأجنبي في الإعلام ويرفضونه في الملعب!!