تعد نفلاء العنزي إحدى أبرز الحرفيات العاملات في مجال السدو، ومن الحرفيات اللاتي اختارهن برنامج الحرف والصناعات اليدوية «بارع» بالهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني لإدخال منتجاتها الحرفية للفنادق ضمن مشروع إدخال المنتجات الحرفية للفنادق الذي يتعاون فيه المركز مع عدد من الفنادق. وتعلمت نفلاء مهارة حرفة السدو من والدتها، واحترفتها وهي في التاسعة عشر من عمرها، وبدأت تنقلها لبناتها الخمس المتعاقبات في العمر، ليشكلن مصنعاً صغيراً لمنتجات السدو. بدأت نفلاء حياتها في جو منزلي مليء بعبق التاريخ والتراث بفضل منتجات والدتها التي تملأ البيت، فتابعتها حتى تعلمت منها مهارة «السدو»، وفنون التطريز، وعبقرية دمج المهارة والفن بالمنتجات بالتراثية. ولأنها لم تكمل مراحلها التعليمية فكرت في استغلال المهارات المتاحة لديها وإكمال مسيرة والدتها لتكتسب رزقاً بعملها، وبالقرب من مقر إقامتها في بريدة تقع جمعية الحرفة التعاونية بالقصيم التي اطلعت على منتجاتها وبدأت تطلبها لتسوق منتجاتها. تعرفت نفلاء في الجمعية على المصممة نعيمة الشهيل والتي عملت على تطوير المنتجات بشكل عصري مع الحفاظ على الطابع التراثي المميز له، فزاد الإقبال، وكثر الإنتاج، مما أسهم في دعم برنامج «بارع» لها، ففتحت المجال لكل الحرفيين والحرفيات وأصحاب الصناعات اليدوية بعرض منتجاتهم في المعارض والمهرجانات، وتسويق منتجاتهم في الفنادق، وبدأت الآفاق تتفتح لصانعة السدو، فأخذ مسار التسويق طريقاً مزدوجاً، وصارت تنتج للجمعية وتنتج لنفسها، وهنا بدأت بناتها الخمس يعملن على مساعدتها، ويشربن أصول الحرفة منها كما شربتها من والدتها، وتحول المنزل الصغير إلى مصنع كبير تنتج فيه نفلاء وبناتها، في حين ينتظر سوق العمل مزيداً من إنتاجهن من السدو والعبايات، بينما تصمم نعيمة لهن التصميمات بطابع تراثي، وبالتالي دارت عجلة الإنتاج من داخل البيت الصغير لتوفر 5 فرص عمل لبناتها، وتحصل الأسرة على عوائد مالية تفوق ما كانوا سيحصلن عليه عند التوظيف. شاركت نفلاء في خمسة مهرجانات منها اثنان في الرياض، وآخرين أقيما بجدة، والخامس كان سوق عكاظ في الطائف، وبدأت تعرض منتجاتها على نطاق أوسع، حتى أن أحد أكبر الفنادق في الرياض استعان بالخداديات الأثرية في غرف الفندق. و ترى نفلاء أن الحرفة تستلزم المهارة والصبر وتوفر الأدوات، وهي ترشح النساء دائماً للعمل بها، لأنهن الأقدر على تلبية متطلبات السوق من السدو والتطريز والعبايات التراثية، كما تطمح أن تسير كثيرات من البنات على خطى بناتها، وأن يتم استثمار أعمالها، وزيادة التطور في المهنة من خلال نقل الحرفة لأجيال أخرى وتقديمها لراغبات التعلم. وكان البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية «بارع» قد وقع اتفاقيات مع 11 فندقاً من أهم الفنادق في السعودية، للاستفادة من إنتاج أكثر من 500 حرفي وحرفية سعودية، أربعة منها تم التوقيع معها بشكل نهائي بقيمة إجمالية تتجاوز 3.5 مليون ريال كمرحلة أولى. ويقوم البرنامج بالتعاون مع خبراء محليين ودوليين للمشاركة في تقديم الاستشارات الفنية فيما يخص استخدامات المنتجات الحرفية في التصاميم الداخلية والخارجية للفنادق، وذلك من خلال التعاون مع مؤسسة جبل التركواز البريطانية.