ستتحول واشنطن إلى حصن فعلي قبيل تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب اليوم الجمعة بينما تستعد العاصمة الأمريكية لاستقبال أكثر من ربع مليون محتج من المتوقع خروجهم خلال تنصيب الرئيس الجمهوري. وتتوقع الشرطة أن يتدفق على واشنطن نحو 900 ألف شخص من المؤيدين والمناوئين على حد سواء لحضور مراسم التنصيب التي تشمل أداء اليمين على درج الكونجرس ومسيرة إلى البيت الأبيض في الشوارع التي سيحتشد فيها المتابعون. وسيكون كثير ممن سيحضرون محتجين يشعرون بالغضب من التعليقات المهينة التي أدلى بها قطب العقارات بشأن النساء والمهاجرين والمسلمين ومن تعهده بإلغاء قانون الإصلاح الشامل للرعاية الصحية المعروف باسم «أوباماكير» ونيته بناء جدار على طول الحدود الأمريكية - المكسيكية. أنصار ترامب معجبون بخبرته في مجال الأعمال فهو مطور عقاري ونجم لتلفزيون الواقع ويعدّون أنه من خارج دوائر الحكم والسياسة التقليدية التي سئموا منها ويملك حلولا للمشكلات. وسيضرب طوق أمني حول مساحة نحو ثمانية كيلومترات من وسط واشنطن بالاستعانة بقرابة 28 ألفا من أفراد قوات الأمن واستخدام أسيجة تمتد لعدة كيلومترات وحواجز طرق وشاحنات محملة بالرمل. وحصلت نحو 30 جماعة يزعم المنظمون أنها ستستقطب نحو 270 ألفا من المحتجين على ترامب أو من المؤيدين له على تصاريح بتنظيم تجمعات حاشدة أو مسيرات قبل وأثناء وبعد التنصيب. ومن المتوقع تنظيم مزيد من الاحتجاجات دون تصاريح. وأكبر احتجاج سيكون مسيرة للنساء في واشنطن يوم السبت والتي يتوقع منظمون أن تجتذب ربع مليون شخص. ومن المقرر تنظيم احتجاجات متعلقة بمسيرة النساء في أنحاء الولاياتالمتحدة وحول العالم أيضاً. وكانت جماعة كبيرة من المحتجين تعرف باسم «ديسرابت جيه 20» أو (عطلوا تنصيب ترامب في 20 يناير) قد تعهدت بتنظيم مظاهرات عند كل من الاثنتي عشرة نقطة تفتيش وبمنع الوصول إلى احتفالات التنصيب في متنزه (ناشيونال مول) في قلب واشنطن. وسيخرج أحد الاحتجاجات في واشنطن وسط دخان الماريوانا ليظهر مؤيدو تقنين تلك النبتة المخدرة معارضتهم لمرشح ترامب لمنصب وزير العدل السناتور جيف سيشنز عضو مجلس الشيوخ المنتقد لتقنينها. وتعتزم هذه الجماعة توزيع نحو 4200 من سجائر الماريوانا خلال التنصيب ودعوة المشاركين لإشعالها. وحيازة كميات صغيرة من الماريوانا قانونية في واشنطن لكن يُحظر تعاطيها علنا. وقال الرئيس المؤقت للشرطة بيتر نيوشام إن الضباط مستعدون لتنفيذ حملات اعتقال جماعية بيد أن السلطات تأمل ألا تكون هناك ضرورة لذلك. وأضاف في مقابلة مع محطة تلفزيون (إن.بي.سي 4) في واشنطن «إذا قمنا بعمليات اعتقال جماعي فسنتمكن من فرز الأشخاص بسرعة كبيرة.» وقالت الشرطة ومسؤولو الأمن مرارا إنهم ملتزمون بضمان الحقوق الدستورية للمحتجين في حرية التعبير والتجمع السلمي. ومن المتوقع أن تقل حشود الجمعة عن المليوني شخص الذين حضروا تنصيب أوباما للمرة الأولى في 2009 وأن تكون في حدود المليون الذين شاركوا في تنصيبه في فترته الثانية قبل أربعة أعوام. وسيمر الاستعراض الافتتاحي في بنسلفانيا أفينيو بفندق ترامب الدولي وهو نقطة تجمع للمحتجين منذ انتخاب ترامب وتطوقه الأسيجة الأمنية حالياً.