أثار الحديث التلفزيوني لرئيس نادي القادسية السابق جاسم الياقوت ببرنامج «استئناف»، الذي بثته القناة الرياضية السعودية ليل أمس الأول الاثنين موجة من ردود الفعل، بعد أن عاد الياقوت للعام 2006م متحدثًا عن قصة انتقال النجم ياسر القحطاني لاعب نادي القادسية آنذاك، والصراع الهلالي الاتحادي لضم اللاعب، والحديث عن مكالمة هاتفية للياقوت من قِبل الأمير سلطان بن فهد الذي كان يشغل منصب الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس اتحاد الكرة آنذاك. الياقوت أشعل اللقاء بعد أن أكد أنه تلقى اتصالاً هاتفيًّا من الأمير سلطان بن فهد طالبًا منه إنهاء موضوع اللاعب ياسر القحطاني الذي أخذ حيزًا كبيرًا وواسعًا بالإعلام السعودي، وصل حتى الإثارة والتحديات. وبحسب مقابلة الياقوت التلفزيونية، فإنه طلب من سموه أن يتدخل لإقناع الهلاليين بزيادة المبلغ المعروض لشراء اللاعب، وهو ما عده المشاهدون تدخلاً من سمو الأمير سلطان بالصفقة، وتوجيهها لمصلحة الهلال، وليس نادي الاتحاد الذي كان يرغب في ضم اللاعب بقوة. صحيفة الجزيرة أجرت مكالمة مع الأستاذ جاسم الياقوت لتوضيح ما جاء في تعليقه التلفزيوني، ولاسيما أن الدور الذي لعبه الأمير سلطان بن فهد وتفاصيله وحقيقته لم يكن واضحًا؛ ما جعل هناك موجة من التشكيك في ميزان العدالة الرياضية، فأجاب: «موضوع انتقال ياسر القحطاني بدأ وانتهى من قِبل ياسر القحطاني فقط، وهذا يجب أن يعرفه الجميع؛ فالنظام آنذاك يفرض موافقة اللاعب شخصيًّا في حالة العروض المتنافسة، وليس الأعلى سعرًا. وياسر تفاوض مع الناديَيْن، لكنه في الأخير تمسك بالموافقة على اللعب لنادي الهلال وسط أجواء إعلامية صاخبة جدًّا ومثيرة، وتحديات بين الناديين (الاتحاد والهلال) إعلاميًّا. والمنتخب في تلك الفترة 2006 كانت تنتظره مشاركة مهمة ومفصلية بتصفيات التأهل كأس العالم 2006م؛ إذ كان ياسر أحد اللاعبين الأساسين بقائمة الأخضر. ومع اشتعال الصراع وردتني مكالمة من الأمير سلطان بن فهد، وطلب مني تحديدًا أن أنهي موضوع ياسر القحطاني بعد أن أبلغ القحطاني النادي رسميًّا برفضه عرض نادي الاتحاد وتمسكه باللعب لنادي الهلال. وقد قلت لسموه إنا نرغب بزيادة المبلغ المقدم من قِبل الهلال؛ لكي ننهي الصفقة التي كانت حتمًا للهلال بناء على رغبة اللاعب، ولم يوجِّه الأمير سلطان بن فهد - وهذه شهادة أمام الله وللتاريخ - أو يلمح أو يضغط لتحديد وجهة اللاعب، بل كان سموه حريصًا على عناصر المنتخب واستقرارها النفسي لتحقيق إنجاز التأهل لمونديال 2006م بألمانيا، وكان سموه حريصًا فقط على إنهاء الموضوع وقفله؛ لأنه أخذ بالإعلام أكثر مما يجب، وأشهد الله على ذلك. وأنا من طلب من سموه أن يوصي برفع قيمة عرض الهلال الذي كان النادي الوحيد الذي يرغب فيه ياسر القحطاني، وليس لدينا خيار نظامي غير الموافقة على ذلك، ولاسيما أن القحطاني كان سيقترب من الدخول للفترة الحرة، ويمكن أن ينتقل مجانًا بغير موافقتنا. ولأن الموضوع تطور، وأخذ أبعادًا أخرى، منها التشكيك بتدخل السلطة الرياضية بالموضوع، فأنا أقولها عبر صحيفتكم، وبكل ثقة وخوف من الله: الأمير سلطان لم يتدخل، لا بصغيرة ولا بكبيرة بموضوع انتقال القحطاني، وسيسألني الله عن هذا الكلام، وما قلته هو ما حدث فعلاً، ولعل البعض التبس عليه حديثي؛ لأني لم أذكر أن الاتصال جاء بعد الرفض الذي أبداه ياسر القحطاني للانضمام لنادي الاتحاد بشكل نهائي، وحرص سموه على إنهاء الموضوع لمصلحة المنتخب؛ إذ لم يتطرق سمه إلى أي تفاصيل باستثناء أنني قلت له إننا نأمل برفع عرض الهلال لنقفل الموضوع، وهي مبادرة مني بوصفي رئيس ناد، وليست من سموه». تصريح الياقوت إلى الجزيرة لا يعدُّ أمرًا غير مألوف؛ فمسيرة الأمير سلطان بن فهد ارتبطت بأجمل الإنجازات الوطنية السعودية على صعيد المنتخبات والأندية، وبكل الرياضات المختلفة، حتى أصبح سلطان بن فهد «أيقونة» العمل الوطني المخلص، و»وجه السعد» للمملكة العربية السعودية، وأحد أهم رموز الرياضة والشباب على المستويَيْن العربي والقاري.