على قدم وساق تتسابق الأمم لبناء اقتصادها والتفاخر بما تحصده من علوم وطموح وإنجاز في عصر رقمي متسارع والبحث عن موارد اقتصادية جديدة، وتحويل الفشل الذريع في الاختبارات الدولية إلى نجاح، فهذه المؤشرات أصبحت ذات دلالة لضرورة اصلاح التعليم على المستوى الدولي فلم تعد نسبة الإنفاق على التعليم ومدخلاته مؤشر على نجاح نظام التعليم أو فشله، فعلى سبيل المثال كانت نتائج الاختبار الدولية عام 2012م صدمة قاصمة للولايات المتحدة بحصول الطلاب الأمريكيين على نتائج منخفضة حيث استقرت بالمركز العشرين بين 34 دولة، لذا تولت السياسة هذا الدور حيث أعلن الرئيس السابق أوباما في أبريل 2013م المبادرة بتعليم Science, Technology Engineering and Mathematics (STEM) من خلال الهيئة الوطنية لخدمة المجتمع (CNCS) Corporation for National and Community Service، فما أن تتعرض الأمة الأمريكية لوعكة اقتصادية كانت أو علمية حتى تتوجه أنظارها ومناظيرها نحو التعليم ومناهجه وهذه المرة اختارت أحد التوجهات الحديثة وأطلق عليهSTEM Education ، باعتباره وسيلة مهمة للحفاظ على مكانتها الاقتصادية والعالمية من خلال العلم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وحيث حظي باهتمام كبير في الولاياتالمتحدة على كافة الأصعدة وبخاصة الصعيد السياسي فقد أنشأت (1000) مدرسة STEM والذي يركز على تعليم العلوم والتكنولوجيا والرياضيات والهندسة باعتبارها من متطلبات القرن الحادي والعشرين، والتي تتفق مع أهداف رؤية 2030م التي اطلقها صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان، حيث تهدف الرؤية إلى (بناء تعليم يسهم في دفع عجلة الاقتصاد و تمكين طلابنا من إحراز نتائج متقدمة مقارنة بمتوسط النتائج الدولية والحصول على تصنيف متقدم في المؤشرات العالمية للتحصيل التعليمي، من خلال إعداد مناهج تعليمية متطورة تركز على المهارات الأساسية وتطوير المواهب، وضمان مواءمة مخرجات التعليم العالي مع سوق العمل وهذا ما نصت عليه أهداف منحى STEM التي حدد المجلس الاستشاري للرئيس الأمريكي للعلوم والتقنية (PCAST,2010)، بل إن الرؤية 2030م تفوقت على هذه المبادرة كونها تعزز (القيم والمواطنة) التي غالبا يتجاهلها الغرب، لذا كان لزاماً أن يؤخذ بهذا الاتجاه في بناء مناهجنا وبرامج إعداد المعلمين فهذا النوع من التعليم ينقل المتعلمين من واقع المادة العمية البحتة إلى متعة العلم وربطة بواقع الحياة من خلال الابتكار والتصنيع الهندسي و التقني الذي لا يمكن أن يتم إلا من خلال تكامل العلوم الأربعة: العلوم و التكنولوجيا والهندسة والرياضيات.