بموافقة كريمة وتوجيه من معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية نظّمت كلية اللغة العربية بالجامعة صباح يوم الأحد الماضي 3 / 4 / 1438ه (الموافق 1 / 1 / 2017م) حفلاً بمناسبة الذكرى الثانية لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله -. وفي بداية الحفل تحدث سعادة عميد كلية اللغة العربية الدكتور محمد بن عبدالعزيز الفيصل عن مناسبة الذكرى الثانية للبيعة، التي تستمدّ أهميتها من المكانة الخاصة التي حظي بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - على الصعيدين المحلي والخارجي، إضافة إلى ما حققته المملكة في عهده على جميع المستويات، وأهمّها: المستوى السياسي الذي مثلته عاصفة الحزم ومبادراته المشهودة لرأب الصدع في العالمين: العربي والإسلامي، والمستوى الاقتصادي، المتمثل في الإصلاحات والمشروعات والبرامج التي حوتها رؤية المملكة 2030م. وبيّن الدكتور الفيصل أنّ كلية اللغة العربية حريصة على استثمار هذه المناسبة وجميع المناسبات الوطنية، مقدّماً شكره وتقديره لمعالي مدير الجامعة وعضو هيئة كبار العلماء الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل على ما تلقاه أنشطة الكلية من رعاية كريمة، ودعم سخي وتوجيه. بعد ذلك قدّم فضيلة وكيل الجامعة لشؤون المعاهد العلمية الأستاذ الدكتور إبراهيم الميمن محاضرة علمية بهذه المناسبة عرض فيها التأصيل الشرعي لمفهوم البيعة، وطاعة ولي الأمر، والوحدة الوطنية، كما استعرض فيها عدداً من القضايا المهمة، حول الأمن الفكري، والتطرف والإرهاب، والاهتمام بفئة الشباب، يقول فضيلته: (في الثالث من ربيع الآخر من عام 1438ه تحل بنا الذكرى الثانية لبيعة الخير والوفاء، بيعة مليكنا المفدى ملك الحزم والعزم، سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- وأمد في عمره على الطاعة والإيمان، ومرور هذه المناسبة العزيزة على وطننا الغالي فرحة غامرة، ومحطة للتذكير بجم النعم، وواجب الشكر كما أنها تحكي منجزات كبرى، ومكتسبات وطنية عالمية وعربية ومحلية، ونعمًا لا تعد ولا تحصى مرت على وطننا ولا تزال وستظل بإذن الله، ما دام أن ثوابت ديننا هي أساس لحُمتنا، وحماية العقيدة سر قوتنا، وحكم الله وشرعه هو واقع دولتنا ويكفي للتدليل على ذلك أن صيغة العلاقة ورابطة الصلة وأساس الاجتماع البيعة الشرعية التي هي عهد مع الله على السمع والطاعة، والقيام بمقتضيات الجماعة والإمامة، وتجسيد مقومات المواطنة الصالحة، ولاءً وانتماءَ، وحبًا وصدقًا، واجتماعًا وألفة، وسمعًا وطاعة، وتعاونًا على البر والتقوى، ووفاء بكل ما أوجبه الشرع بين الراعي والرعية، وهذه الذكرى العظيمة تذكير بهذه المقتضيات، ولو لم يكن من دلالاتها إلا إبراز هذا المصطلح الشرعي العظيم الذي عظمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وجعله الله سبحانه وتعالى في كتابه عهدًا معه فقال في شأن رسوله صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفي بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} (10) سورة الفتح. إننا ونحن نتذكر تفاصيل المنجزات، وما تحقق في هذه الحقبة الممتدة بإذن الله من خيرات وبركات، وما أغدق الله وأفاء ووفق إليه خادم الحرمين الشريفين من أوامر ملكية سامية تؤسس لاستقرار سياسي، ووحدة دائمة، وعز ورخاء وتؤكد ثوابت البلاد، وتحفظ هيبتها، وتثمر نعمًا لا تعد ولا تحصى، يَنْعم بها من شرفه الله بالانتساب إلى هذه البلاد المعطاء، بل وحتى المقيم فيها، فما أجلها من نعم في وقت نرى من حولنا يتخطفون، ويفقدون أعز المطالب، فالحمد لله على آلائه، ونسأل الله الذي أفاء بهذه الآلاء أن يحفظها من الزوال، ويحميها من دعاة السوء والفتنة، ونسأل الله أن يكتب التوفيق والسداد لإمامنا وولي أمرنا وقائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأن يحفظ ولي عهده الأمين وعضده المكين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وسمو ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ونسأله سبحانه أن يمتعهم بالصحة والعافية، ويديم عليهم توفيقه وتسديده، إنه سميع مجيب). وقد شهدت المحاضرة التي احتضنتها القاعة الكبرى في الكلية مداخلات من أساتذة الكلية وضيوف الحفل. الجدير ذكره أنّ كلية اللغة العربية أعدت برنامجاً كاملاً بهذه المناسبة تضمّن حفلاً خطابياً شارك في تقديمه عدد من الطلاب، ومحاضرة علمية، وافتتاح معرض يضمّ صور نادرة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله -.