تشهد محافظة الرس قريباً حدثاً مهماً، وذلك بافتتاح أهمّ وأحدث المعالم الحضارية بمنطقة القصيم، والذي يتمثل في مركز الأمير سلطان الحضاري والذي تواصل العمل به في السنوات الأخيرة بجهود مبذولة من عدد من الجهات المختصة والمعنية وصلت نسبة الانتهاء بتشييده وتجهيزه حتى الآن إلى تسعين بالمائة، والذي يعد معلماً حضارياً بارزاً في المحافظة خاصة ومنطقة القصيم عامة، كونه يقع في المدخل الرئيس الشمالي للمحافظة مدخل الخط السريع، طريق الملك فهد. هذا المركز انطلقت فكرته وتأسيسه ودعمه من بدايته على يد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- وهو من وضع لبنته الأولى أثناء زيارته للمحافظة منذ سنوات عدة ليتم البدء به خلال هذه السنوات، وتم عمل وإرساء اللبنات الأساسية بتوجيه من أمير منطقة القصيم ومتابعة محافظ الرس الأستاذ محمد عبد الله العساف ووكيل المحافظ سابقاً الأستاذ ماجد بن حسين العساف وإشراف أمانة منطقة القصيم وبلدية محافظة الرس حتى ظهر بهذه الصورة الرائعة التي هو عليها الآن من التجهيز والتشييد وإكمال كل الخدمات. وكان ل«االجزيرة» لقاء مع محافظ الرس محمد بن عبد الله العساف لإلقاء الضوء على هذا المعلم الحضاري وما تم فيه وتجهيزه والمراحل التي مرَّ عليها حتى ظهر بهذه الصورة والتي لم يبق فيها سوى الافتتاح الرسمي. وذكر العساف أن هذا المشروع حظي في السنوات الأخيرة بمتابعة وتوجيه من صاحب السمو الملكي أمير منطقة القصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود، والذي سبق وأن قام بجولات عدة، وأكد حرصه ومساعيه ومتابعته المستمرة على سرعة إنهاء المقر بكل خدماته والاستفادة منه، إضافة إلى متابعة سعادة أمين منطقة القصيم وجهاز بلدية محافظة الرس. وذكر المحافظ ضمن حديثه بأنه قد تم التعاقد مع عدد من المؤسسات الخاصة في عملية تشييد المركز خلال السنوات الماضية لتكون نهاية المشروع والتنفيذ النهائي بوضع اللمسات الجمالية وإكمال كل مراحله والعمل المتواصل المكثف بإشراف وتنفيذ من مؤسسة الربلة العالمية للمقاولات لصاحبها الشيخ منصور بن عبد الله المالك، حتى أصبح هذا المعلم واضحاً في أرض الواقع بعد أن كان حلماً ليكون واقعاً وتحفة معمارية رائعة، والذي يعدُّ من أفضل المراكز والمواقع الحضارية بالمملكة في الفترة الحالية، حيث تقدر مساحته الإجمالية سبعة وخمسين ألفاً وخمسمائة متر مربع، وتبلغ مسطحات البناء أكثر من عشرة آلاف متر مربع، ويبلغ عدد المستفيدين منه أكثر من إلفين وخمسمائة شخص، ويعمل في المشروع في الفترة الحالية عدد مائة وخمسين عاملاً على مدار ست ساعات عمل يومياً. وتحدث العساف بأن أهم الركائز الأساسية لهذا المشروع البهو الرئيس والذي يعدُّ الواجهة الرئيسة لهذا الصرح الشامخ والمسرح الذي يتسع لعدد سبعمائة وثلاثين شخصاً، وقد صُمم على أحدث طراز حضاري وبمواصفات عالمية، ويشمل قاعة للاحتفالات والعروض وإقامة المناسبات والندوات وكل الفعاليات التي ستقام مستقبلاً في المحافظة في كل الاحتفالات والمناسبات الوطنية والأعياد. وهذا المسرح يتسع لأكثر من خمسمائة شخص، وكذلك قاعة للمحاضرات طاقتها الاستيعابية مائة وثلاثون شخصاً وعدد أربع استراحات مؤثثة ومجهزة للضيافة وزوار المحافظة ورواد المشروع ويضم مباني إدارية تحوي مكاتب إدارية وقاعة اجتماعات ومركزاً إعلامياً خاصاً بإعلاميي المحافظة مزوداً بكل الأجهزة والاتصالات التي تهم الإعلاميين ومواقف داخلية تتسع لعدد أربعمائة سيارة، وكذلك مواقف خارجية، ويشمل المشروع في المدخل الرئيس نافورة جمالية تتناسق حركاتها مع الأصوات والألوان الجميلة وأشكال جمالية أخرى. وذكر المحافظ أن المشروع كلف مبلغ ثلاثة وخمسين مليوناً وسبعمائة ألف ريال، منها ستة وثلاثون مليوناً وخمسمائة ألف ريال للمرحلة الأولى، ومبلغ سبعة عشر مليوناً ومائتا ألف ريال للمرحلة الثانية. وعن نهاية المشروع تحدث العساف عن قرب اكتمال المشروع والتي وصلت فيه نسبة الإنجاز إلى تسعين بالمائة، كما تحدث العساف عن أهم الأهداف الرئيسة التي يقوم عليها عمل المركز، وهي الاستفادة منه في إقامة الحفلات والمناسبات الوطنية وإقامة المحاضرات والندوات بمختلف أنواعها، كما ذكر بأنه يتطلع بأن يكون هذا المركز واجهة حضارية لهذا الوطن ومنطقة القصيم خاصة. ولا يسعنا في هذه المناسبة إلا أن نوجه الدعوات للفقيد الغالي الأمير سلطان على بدايته ودعمه لهذا المشروع، رحم الله سلطان الخير وأسكنه فسيح جناته. وهكذا حضر سموه وسيظل حاضراً في ذاكرة الأجيال مؤكدين ما يقدمه - رحمه الله - وكل قادة ورجال هذا الوطن من عطاء الخير والدعم المتواصل من أجل ترفيه وتوفير كل الخدمات لهذا الشعب والمقيمين فيه، نسأل الله أن يديم لنا نعمة والأمن والاستقرار وأن يحفظ لنا هذه القيادة الحكيمة.