لا تترك الأمم المناسبات الفاصلة في تاريخها دون الاستفادة من تلك المناسبات في تقييم مسيرتها، فذكريات اليوم الوطني ومناسبات التأسيس، وأيام البيعة، والتتويج جميعها مؤشر وموعد لتقييم الأداء ومراجعة ما تم تحقيقه، ونحن هنا في المملكة العربية السعودية، نعد اليوم الذي بايع فيه المواطنون السعوديون خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والأيام الأخر التي تمت فيها البيعة لقادة المملكة يرحمهم الله، والذين أدوا الأمانة التي حملتها مبايعة السعوديين لهم، نراجع فيها ما تم تحقيقه من إنجازات اعتدنا عليها من قادة المملكة العربية السعودية منذ إنشائها على يد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود يرحمه الله وكما دأبنا في كل عام وعندما تحل ذكرى البيعة المباركة نفتح سجل الإنجازات التي تمت في العام الذي مضى ونطرح الآمال والطموحات في العام القادم. والآن وبعد مرور عامين على مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، إماماً وخادماً للحرمين الشريفين وملكاً على المملكة العربية السعودية يستذكر المواطنون وكل من يحب ويقدر المملكة العربية السعودية وأول العرب والأرض التي انطلقت منها الرسالة المحمدية حاملة الهداية والنور لكل البشرية، فمن أرضها أشرقت رسالة الإسلام ديناً هاديا للإنسانية وجامعاً لكل إنسان لا فرق بين عربي أو أعجمي ولا يفضل عنصراً على آخر، ولقد استبشر السعوديون والعرب والمسلمون جميعاً بما قام به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز من عمل استهدف الدفاع واستعادة الكرامة والعزم للمسلمين الحقيقيين بالوقوف بحزم ضد تجاوزات من أرادوا تشويه الإسلام وإيذاء المسلمين فكانت عاصفة الحزم ودعم الشرعية في اليمن عنواناً للعزم والحزم في التصدي لانتهاكات المنحرفين الذين أرادوا توظيف الدين لتحقيق أطماعهم وإطفاء أحقادهم الموجهة ضد العرب المسلمين الذين خدموا الدين وعملوا على نشر رسالته. وإذ يعتز ويفتخر السعوديون بحزم وعزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وتصديه للقضاء على انحرافات من أرادوا تشويه الإسلام وصورته وإيذاء المسلمين عرباً وغير عرب، فإنهم وفي الثاني من عهده الميمون اكتشفوا إضافة أخرى لأعمال سلمان العزم والحزم، فالملك الذي يعمل بتفان من أجل أمته الإسلامية لم ينس شعبه وأهله فعمل على تطوير وتنمية بلاده من خلال تقديم مبادرات رائدة تمثلت في تحسين وإصلاح الاقتصاد والإدارة العامة والتنمية، فجاءت مبادرات برنامج التحول الوطني 2020، ومبادرة الرؤية السعودية لعام 2030، وهاتان المبادرتان اللتان بانت ملامحهما في موازنة الدولة لعام 2017 إضافة لمسيرة رائعة في سجل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الذي نحتفل اليوم بذكرى البيعة التي تنير السجل الحافل لتاريخ قادة المملكة العربية السعودية.