تبدو المنافسة مثيرة بين المرشحين الأربعة (عادل عزت وسلمان المالك وخالد المعمر ونجيب ابو عظمة) بحسب التصريحات فقط، لأنّ الصندوق الانتخابي لا يعترف سوى بالورقة الانتخابية، ولذلك عندما هاتفني أحد المرشحين للنقاش حول متطلبات حملته الانتخابية إعلامياً قلت له بالحرف الواحد: الإعلام ليس له صوت بالانتخابات لذلك لا يشغل بالك كثيراً..!! تقييم المرشحين دون وعي تام بمسيرتهم وتاريخهم والاعتماد على رتوش متطايرة هنا وهناك يظلمك ويظلمهم، فليس معنى جهلك بتاريخ أحدهم أن تستصغره أو تصادر دافعيته، بينما تأخذ بأحضان الصدارة من تعرفه أو يمكن أن تكون «غررت» به..!! التقييم العاطفي ليس سلاح الناقدين بل عامة الجماهير وهكذا هي سنّة الانتخابات والمرشحين..!! قد يكون السؤال الأكثر أهمية الآن: من سيفوز بالانتخابات القادمة؟؟ هناك إجابة مقنعة وهناك إجابة متعمقة وهناك رأي وليس إجابة ولذلك ستتباين النتيجة، ولذلك سأوفر عليكم العناء وسأدعوكم لأن تتقمصوا منصب «رئيس النادي» وتحاولوا التفكير بطريقته» العملية والاجتماعية»، وستصلون لمعادلة حسابية تعطي «ربما» الجواب الأكثر دقة للسؤال. هل ستصوت كرئيس نادٍ للمرشح عادل عزت لأنك حسبتها بالعقل والمنطق والواقع فعزت مرشح اللجنة الأولمبية السعودية - لا عيب بذلك أبداً -، ومصالح ناديك أن تكون منظومة الرياضة كمؤسسة كاملة متناغمة تماماً مع الرؤية القادمة للتخصيص والتطوير، ويدك لا بد أن تكون بيد الرئيس ناهيك عن وعود عزت الاستثمارية الجادة وشفافية برنامجه الانتخابي؟ هل ستختار التصويت للمرشح سلمان المالك الرجل المليء بالحماس والرغبة والدافعية والمراهن على خبراته الميدانية وعلاقاته وبرنامجه الجاد وكونه مستقلاً يجعلك أكثر ثقة به وبتحقيق مصالح ناديك؟ أم ستتجه ببوصلتك نحو الخبير خالد المعمر الذي كان صوت «الأندية» الكبير بالجمعية العمومية ومن خاض معارك طويلة الأمد مع اتحاد الكرة وطموحه لا حدود له ولديه تجربة انتخابية مثيرة ويعرف خبايا الأمور ويستلهم «الثقة» دون استسلام دائماً؟ أخيراً هل سيكون الخبير نجيب أبو عظمة المتكئ على ثلاثين عاماً من العمل الرياضي بناديه «أحد» هو خيارك الانتخابي، فهو رجل «واثق» من نفسه وبرنامجه الانتخابي بشكل يدعوك للدهشة والإعجاب أيضا؟؟؟ هل ستنسف كل ذلك وستتوجه لمسار «الفزعة» لاختيار مرشحك على اعتبار أنك تمثل كيانات اجتماعية تؤمن بهذا المسار؟؟!! الانتخابات لعبة مصالح وعلاقات بالدرجة الأولى وليس صحيحاً أن البرنامج الانتخابي هو حجر زاوية التنافس، فهناك رؤساء أندية لا يعرفون معنى كلمة «استراتيجية واستثمار» التي يرددها المرشحون لأنّ أنديتهم تعيش «الفقر» وطموحها فقط تسديد رواتب العمالة بالنادي بانتظام ..!! التكتلات وأحياناً « الضرب من تحت الحزام» أساليب قد لا تبدو ظاهرة لكن من لديه إلمام بأجواء الانتخابات، سيدرك أنها أشبه «بالحرب» الناعمة التي ربما تتطور «لتشتعل»، لكن صورة بن أحمد عيد والمعمر في الانتخابات الأولى لازالت تعطي درساً بضبط النفس للجميع ..! ما يجب على الأندية التي ستصوت بالانتخابات أن تكون واضحة وأن لا تحاول تضليل المرشحين، فالوضوح شجاعة تدعو المرشح لاحترامها بدلاً من « يصير خير» أو الخداع عند الصندوق الانتخابي. كل ما أتمناه أن نظهر حضارية ورقي الإنسان السعودي، ففي النهاية هناك فائز واحد سنصفق له وسندعو له بالتوفيق، لأنه سيقود اتحادنا الكروي الذي ينتظره أعظم استحقاق للصعود لكأس العالم بروسيا .. عزت.. المالك.. المعمر.. أبو عظمة.. كل التوفيق أتمناه لكم مع خالص الحب والتقدير. قبل الطبع: «أنت تعيش مرة واحدة فقط، إذا فعلت ذلك بالطريقة الصحيحة، فستكفي تلك المرة» دينزل واشنطن