إنّ الزيارة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين للمنطقة الشرقية، ليست بمستغربة من رجل الخير واهتمامه بكل مواطن وكل جزء من الوطن الغالي. كما أنها ليست زيارة عادية. إنها زيارة خير ونماء ليس للمنطقة الشرقية وحسب وإنما أيضاً للوطن. تميزت الزيارة بافتتاح ووضع حجر الأساس لمشاريع عدة صناعية (نفطية وبتروكيماوية وتعدينية) ومشاريع ثقافية ومشاريع إسكان، ومشاريع بنية أساسية متنوعة في مدينة الجبيل الصناعية ومدينة رأس الخير وثلاث مدن جامعية وإسكان ...إلخ كانت المشاريع بمليارات الريالات بل بمئات المليارات (كل تلك المشاريع لها قيمة مضافة للناتج الوطني، كما ستخلق آلاف الوظائف للمواطنين وستدعم التنمية الوطنية وستكون سنداً لتحقيق رؤية 2030 بإذن الله). لقد قال خادم الحرمين الشريفين في حفل استقبال أهالي الإحساء وهي محافظة النفط الحلو (التمور)، حيث يوجد نحو 3 ملايين نخلة في الإحساء «كل مواطن محل اهتمامي ورعايتي» وهو تصريح من القلب للقلب كعادته - حفظه الله -. لقد تم خلال الزيارة الكريمة وضع حجر الأساس للبنية الأساسية لمدينة رأس الخير التعدينية، حيث تنعم المملكة (وبحمد الله) بالعديد من المعادن والتي ستكون داعماً للناتج الوطني ولتحقيق رواية 2030. كما تم وضع حجر الأساس لأكبر مجمع عالمي للخدمات البحرية في مدينة رأس الخير يلبي احتياجات بناء الحفارات والمنصات البحرية وسفن الدعم وناقلات النفط العملاقة. كذلك إنشاء ميناء مدينة رأس الخير على مساحة 23 كيلو متراً مربعاً وبطاقة استيعابية 35 مليون طن سنوياً. وأخيراً وليس آخراً وضع حجر الأساس لمشروعات إسكانية تشمل 100 ألف وحدة سكنية في محافظة الإحساء. ولا ننسى افتتاح مركز الملك فهد الثقافي العالمي بالظهران ووضع حجر الأساس للمركز الاقتصادي بالجبيل. إن تلك المشاريع التنموية بلا شك إضافة للاقتصاد الوطني وللتنمية بكافة القطاعات. كما أنّ زيارات خادم الحرمين الشريفين للدول الخليجية الشقيقة الإمارات، وقطر، والبحرين، ثم الكويت كانت لزيادة اللحمة الخليجية في وقت تعاني المنطقة من تدخلات العدو الأول للعرب بل وللمسلمين السنّة بالحروب الطائفية والتفرقة بينهم. لقد وقفت دول الخليج العربية الداخلية والذين يحتلون ثلاث جزر خليجية، إضافة إلى احتلال منطقة شرق الخليج العربي (الأحواز) والتي سلمتها لهم بريطانيا كما سلمت اليهود لفلسطين المحتلة. إنّ استقبالات الملك سلمان بدول الخليج العربي كانت مؤثرة وتؤكد شعور المواطن الخليجي نحو شقيقتهم الكبرى المملكة العربية السعودية؛ بلد الحرمين الشريفين ومهبط الوحي، وما يحمله المسلمون لها في قلوبهم في كافة أرجاء المعمورة. كما ترأس خادم الحرمين الشريفين وفد المملكة إلى قمة دول مجلس التعاون في مملكة البحرين، وأكدت على اللحمة الوطنية الخليجية ووقوفها صفاً واحد ضد أعداء الخليج. نسأل الله تعالى أن يوفق خادم الحرمين الشريفين لما فيه خير الوطن والمواطن والإسلام والمسلمين. وأن يحمي بلادنا الخليجية والعربية والإسلام من شر الأعداء؛ اللهم آمين... خير الكلام ما قلّ ودلّ - قال تعالى {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ} (60) سورة الأنفال. - إنّ استقواء الصفويين وتكوين ما يسمّى بالحشد الشعبي في العراق وسوريا وما يسمّى بحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، لن يحقق لهم أطماعها في دول المنطقة، ولن تتمكن بإذن الله من بعث الطائفية وتفريق المسلمين. والله الموفق.