تقول إحدى الدراسات السعودية إن أكثر من 53 في المائة من المُصلين لا يتذكرون موضوع (خطبة الجمعة) الماضية، إمّا نتيجة تشتت انتباههم، أو بسبب حضورهم المُتأخر للصلاة، وهذا يتنافى مع الأهمية التي اكتسبتها (خطبة الجمعة) ومكانتها السامية (كمنبر مؤثر) يُبَصر الناس بأمور دينهم، ويرشدهم للعبادة الصحيحة، ويساعد على نشر الفضائل وتحسيِّن السلوك..؟! أقترح هنا أن نُفكر بطريقة تقنية حديثة تُمكِّن المصلين من الحصول على نسخة من (الخطبة) عبر أجهزتهم الذكية (للفائدة) بعد انتهاء الصلاة، مثل هذا الأمر ستعمُ به الفائدة، مما يجعل تأثير الخطبة أكثر فاعلية، ولا أعتقد أنه يتعارض مع مفهوم اللقاء الأسبوعي بين المسلمين، الذي سيكون له أثر أكبر عندما يُفتح المجال (للإمام) لابتكار حالة (اتصالية وتفاعلية) بينه وبين المُصلين، دون أن يؤثر ذلك على ضوابط الخطبة ومقاصدها العظيمة، وآداب حضورها والإنصات لها؟! ما زلنا في حاجة للاستفادة من تقنيات العصر بشكل أكبر، وإدخالها في خُطب ومحاضرات ودروس مساجدنا، فالتواصل والتفاعل المباشر بين (الإمام) و(جماعة المسجد) وتلمّس احتياجات المصلين، ومُشاركتهم في اختيار موضوع الخطبة، برأيي أنه ينسجم مع التطور التقني الذي نعيشه، وسينعكس على واقع المجتمع، ويساعد في علاج الظواهر والسلوكيات الخاطئة، وسيُغير من مفهوم ودور المسجد في المجتمعات الحديثة، الذي للأسف بدأنا نفقده نتيجة البعد عن احتياج الناس وواقعهم ومشاكلهم واهتماماتهم، إمّا بسبب اجتهاد الخطباء وتطرقهم لموضوعات مُكرَّرة، مع عدم الإعداد والتحضير الجيِّد لها، وترك موضوعات أخرى تكتسب أهمية أكبر، والتصاقاً بواقع المصلين، وهم بحاجة لطرحها والحديث عنها، أو نتيجة الفهم القاصر للمعاني العظيمة (لخطبة الجمعة) ووجوب تأثيرها الإيجابي على حياة الناس، وعدم التعامل معها كوظيفة، تؤدى (بشكل روتيني)؟! غياب التواصل في (زمن التقنية)، لن يُساعد في اختيار مضامين (خطبة) تجمع بين مطالب الشرع، وحاجات الواقع، لتلتصق بأذهان المصلين وتنير دربهم بقية أيام الأسبوع، وتفعيِّل ذلك أمر مناطب بالجهات المعنية والمشرفة على المساجد..؟! وعلى دروب الخير نلتقي.