يخوض العالم جدالاً عنيفاً ضد الأحداث السياسية المعاصرة لكونها اتفقت على إبطال مشروعية السلام، وتوحّدت في مستوى بعض القواسم المشتركة، وفيما يبدو أننا في أشد الاحتياج لمعرفة مهمة للغاية تتعلّق بالحركة الصهيونية منذ نشأتها التي تجد دعماً لا نظير له في مختلف المجالات من دول الغرب المسيحي، مما أدى إلى قيام دولة إسرائيل في فلسطين وضياع حقوق الشعب الفلسطيني. وهكذا تنقضي الأيام ويظل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني محتوماً ترافقه أشكال من الاستبداد يمارس بإخلاص ضد ضحاياه وصعوبات يتم رسمها في ضوء المعتقدات الدينية. فالأصل في استمرار الصهيونية لا يكون إلا من خلال استمرار الاستيطان في فلسطين، وهذا جوهر مشكلة اليهودية التي لا حلّ لها إلا بإقامة دولة يهودية. وفقاً للرواية التوراتية التي تتخذ من فلسطين قلباً لجسد إسرائيل اسمها «أسطورة الاستيطان». فمنذ نشأة الماسونية والهيكل هو الخلية الأساسية فيها والهدف الذي يرمي إليه كل يهودي، وهكذا بدأت الماسونية عملها في الزوايا المظلمة، ظهرت على مدار مئات من السنوات في أوروبا وأمريكا، تحيط بها تيارات خفية تخطّط للاستيلاء على القدس وطرد الفلسطينيين منها. وبذلك فقد الفلسطيني حريته وأرضه وهويته. وبهذا الفقد تحول الواقع إلى نكبات متتالية، حيث نزح مئات الألوف من الفلسطينيين إلى بلدان عربية. وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن تكلفة إخلاء مستوطنات غوش قطيف بلغت حوالي 10 مليارات شيكل، وطالبت الحكومة في وقتها مساعدة «كيرن كييمت لإسرائيل» ومتبرعين يهود. ومن هنا، بدأت الجهود والترتيبات عندما دعا وزير الجيش الصهيوني، أفيغدور ليبرمان، حكومته إلى التنسيق مع الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب، فيما يتعلَّق بمشاريع الاستيطان على الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. أي أن الاحتلال تحكم بشكل أكبر في دولة فلسطين بعد آخر الثورات العربية في سوريا، حرب الشعب على النظام السوري وحرب النظام على البلاد والشعب بمعاونة روسيا وإيران . وهذا ديدن اليهود دائماً يمولون الحروب ولا يشاركون فيها، ويرون أن نبوءة التوراة تفسر إسقاط سوريا لبناء دولة إسرائيل. ولهذا، نرى الدول العظمى تساهم في دمار هذه الدولة من أجل مصلحة إسرائيل، ولم تقدّم أي حلول تُذكر من أجل إنقاذ الشعب من القتل والعنف الممارس ضدهم، وشجعت على الهجرة وفتحت أبواباً كانت مغلقة للمهاجرين السوريين. لسنا في حاجة للتوغل كثيراً في التفاصيل داخل هذا السياق لأن التاريخ حفظ ما نريد إظهاره للأمم. قد تختلف الأفكار والأحداث أو تتفق حول ما إذا كانت الحرب في العراقوسوريا تمثّل مؤامرة صهيونية لإشغال الرأي العام عن التجاوزات والقيود المفروضة، واقتلاع الجذور الفلسطينية من الأرض وتهويد القدس. وتأتي أهمية إسرائيل للغرب في مقدّمة الاهتمامات على الصعيد الدولي، ووفقاً للتقديرات التي تحدثت بها الصحيفة؛ فإن التبرعات التي قدّمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تقدَّر بملايين الدولارات لبناء المستوطنات، وبطريقة كاملة ومباغته قرَّرت روسيا أن تتخلَّى عن سياسة الوقوف على الحياد في الصراع العربي الإسرائيلي وها هي تقدِّم لهم ما يحلمون به وفق تنبؤاتهم الدينية.