بتوجيه من المقام السامي الكريم دشّن معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ورئيس مجلس كراسي البحث الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل, بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين في إيطاليا ومالطا الدكتور رائد بن خالد قرملي, ورئيس جامعة بولونيا البروفيسور فرانسيسكو أوبرتيني, كرسي الملك عبدالعزيز للدراسات الإسلامية بجامعة بولونيابإيطاليا، وافتتح مقره. ورفع معاليه بهذه المناسبة, خالص الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده, وسمو ولي ولي العهد - حفظهم الله - على توجيههم وموافقتهم السامية على تدشين الكرسي، متمنيًا أن يقدم الكرسي الصورة الحقيقية لمبادئ الإسلام القائمة على التسامح والداعية للتعايش السلمي بين الشعوب. كما رعى معاليه افتتاح الندوة الأولى بكرسي الملك عبدالعزيز بجامعة بولونيا بمقر قاعة الندوات الرئيسة بجامعة بولونيا, وقد افتتحت الندوة بكلمة لمعالي مدير جامعة بولونيا البروفيسور فرانسيسكو أوبرتيني الذي رحّب بمعالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل والوفد المرافق له، حيث أكد أن الكرسي بدأ نشاطاته العلمية والبحثية، مشيراً أن هذه الندوة تعد انطلاقة الالتقاء بين الثقافة الأوروبية مع الإسلامية، وتقديم التراث الإسلامي للباحثين في إيطاليا وأوروبا بشكل عام، وأوضح أن هذا الكرسي سيكون من أهم الكراسي البحثية في إيطاليا التي تسعى لتقريب وجهات النظر بين الغرب والشرق، وقال أوبرتيني إن أهمية هذا الكرسي تأتي من كون إيطاليا تعد من أهم المعابر بين الشعوب العربية والأوروبية، كما أنها كانت حلقة وصل قوية تربط العالم الإسلامي بأوروبا، وشدد على أن يترجم هذا التعاون المبادرات السامية التي تسعى إلى تقريب الشعوب وتحقيق التعايش فيما بينها، مؤكداً في الوقت نفسه أنه سيعمل شخصياً على متابعة المشاريع البحثية والعلمية الكرسي، موضحاً أن المعرفة والعلم يعدان من أساسيات السلم والتعايش في العالم. ومن جانبه رفع معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية رئيس اللجنة الإشرافية لكرسي الملك عبدالعزيز للدراسات الإسلامية الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل شكره وتقديره لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وولي ولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز على توجيههم وموافقتهم السامية على تدشين كرسي الملك سلمان بن عبدالعزيز للدراسات الإسلامية في جامعة بولونيا، وقال معاليه إن هذه مناسبة سعيدة يلتقي فيها الباحثون والأكاديميون والمهتمون في مجال الدراسات الإسلامية والعربية من خلال هذا الكرسي، بما يخدم الرسالات السماوية، عبر منهج علمي بعيد عن التعصب والتشرذم والخلاف، مؤكداً معاليه أن هذه المبادرة لها أبلغ الأثر عندما ترعاها جامعات عريقة بحجم جامعتي الإمام محمد بن سعود الإسلامية وجامعة بولونيا في إيطاليا التي تعد أقدم وأعرق جامعة في أوروبا، مشيراً إلى أن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تعتز بهذه الشراكة مع جامعة بولونيا فهي تعد من أكبر الجامعات في العالم الإسلامي حيث تعنى بالعلوم الشرعية والعربية والعلوم التطبيقية لأكثر من 250 ألف طالب وطالبة في المملكة العربية السعودية وخارجها، من خلال التعليم الصباحي والموازي والتعليم عن بعد، وتحوي الجامعة أكثر من 140 جنسية حول العالم. مضيفاً معاليه أن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تدشن بهذه الندوة شراكة جديدة مع جامعة بولونيا، موضحا أن أي إنتاج علمي يجمع بين هاتين الجامعتين له أهميته وعمقه العلمي، وأن الجميع سينظر إليه نظرة اعتزاز، وأضاف معاليه أننا أتينا اليوم بتوجيه ومباركة من خادم الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وهو الداعم للعلم والعلماء وهو من يقف خلف كل مبادرة تحقق التعايش والسلم الدولي، وتجعل كل منصف يصل إليها، وتبرز الجهود التي تقوم بها المملكة العربية السعودية في مشارق الأرض ومغاربها، ووجه معاليه الهيئتين الإشرافية والعلمية للكرسي للعمل بما يحقق الطموحات، خاصة وأن الكرسي يحمل اسم المؤسس الملك عبدالعزيز يرحمه الله، ويتميّز الكرسي بموضوعاته المتخصصة بالدراسات الإسلامية وتأثيرات اللغة العربية في أوروبا وبالأخص المؤسسات التعليمية الإيطالية، وقال معاليه إن العلوم الإسلامية إذا عرفت بالشكل الصحيح فإنها ستعكس الرسالة السامية التي جاءت من أجلها، وهذا ما يؤمل أن تعكسه أنشطة هذا الكرسي، مضيفا أن الندوة التي نفتتح أعمالها اليوم تعد انطلاقة أعمال الكرسي، وتتناول إسهام اللغة العربية في اللغات المختلفة، وتعكس جمالياتها، ورسالة الإسلام الخالدة التي تحقق السلم والتعايش الإنساني، وأشار معاليه إلى أنه تم الاتفاق على تشكيل الهيئتين الإشرافية والعلمية للكرسي برئاسة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، لنبدأ العمل على وضع الخطة التشغيلية للكرسي للعام المقبل بإذن الله. وفِي ختام كلمته رفع معاليه شكره لمقام خادم الحرمين الشريفين على دعمه ومؤازرته، وتأييده لكل عمل علمي يخدم رسالة الإسلام، ويخدم كل عمل له عمق وطني لتصل رسالة المملكة للعالم أجمع, كما رفع معاليه شكره لسمو ولي العهد، ولسمو ولي ولي العهد، ودعا معاليه بالمغفرة والرحمة للملك المؤسس، ولسمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز الذي كان له الفضل في إنشاء مركز الملك عبدالعزيز للدراسات الإسلامية في جامعة بولونيا عام 2000م، كما قدم معاليه شكره لسعادة سفير خادم الحرمين الشريفين في إيطاليا ومالطا الدكتور رائد بن خالد قرملي، وإلى وكيل الجامعة نائب رئيس مجلس كراسي البحث الأستاذ الدكتور فهد بن عبدالعزيز العسكر، وسعادة القائم بأعمال الملحقية الثقافية في إيطاليا الأستاذ مهدي اليامي. بعد ذلك ألقى سفير خادم الحرمين الشريفين في إيطاليا ومالطا الدكتور رائد خالد قرملي كلمة رحب فيها بمعالي مدير الجامعة والوفد المرافق له، وقال إننا نحتفل اليوم بتدشين كرسي الملك عبدالعزيز في جامعة بولونيا لنتذكر أكثر من خمسة وثمانين عاما من العلاقات الثنائية القوية بين المملكة العربية السعودية وإيطاليا، مؤكداً أن هذه العلاقات تشجع على المبادرات التعليمية والثقافية وتعميق جسور التواصل بين مجتمعين يتمتعان بعراقة تاريخية وثراء حضاري. وقال الدكتور قرملي إن المملكة العربية السعودية من عهد الملك المؤسس يرحمه الله إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله تعتبر مواطنيها الثروة الحقيقية والمورد المتجدد، وأضاف أن الإنفاق الحكومي على التعليم زاد بين عامي 2015 -2016 بنسبة 6% ليصل الى 57 بليون دولار، مؤكداً إيجابية تدشين كرسي الملك عبدالعزيز للدراسات الإسلامية في هذا الوقت الذي نمر فيه بوقت عصيب نواجه فيه أعداء يروّجون للكراهية والعنف والإرهاب والتطرف، ويكتسب فيه العمل الثقافي المشترك أهمية تضاهي وتتفوق على العمل السياسي والدبلوماسي المباشر، إذ العلاج الوحيد للعنف ونبذ الآخر يكمن في كسب العقول عبر أنوار المعرفة والفهم المشترك. بعد ذلك بدأت أعمال الندوة الافتتاحية للكرسي حيث تحدث وكيل الجامعة لشؤون المعاهد العلمية الأستاذ الدكتور إبراهيم بن محمد الميمن حول التعايش في الإسلام: مبادئ وتطبيقات، كما ألقى عميد اللغة العربية الدكتور محمد بن عبدالعزيز الفيصل محاضرة عن جماليات اللغة العربية ومكانتها بين اللغات، وتحدث البروفيسور جوليو شورافايا رئيس مركز الملك عبدالعزيز للدراسات الإسلامية سابقا حول العلاقات العلمية بين المؤسسات العلمية في المملكة العربية السعودية، وإيطاليا، كما تحدث البروفيسور أحمد عدوس من جامعة بولونيا عن المخطوطات العربية والإسلامية في الجامعات الإيطالية.