واصلت قوات الأمن العراقية السبت مطاردة عناصر تنظيم داعش الذين تسللوا الجمعة الى مدينة كركوك في هجوم مباغت هز البلاد في حين تقترب المعارك من مدينة الموصل. من جهة اخرى، قال ضابط عراقي رفيع المستوى إن انبعاثات غازات سامة ناجمة عن تفجير المتطرفين لمصنع كبريت في جنوب الموصل ادت الى وفاة مدنيين اثنين، واجبرت جنودا اميركيين على ارتداء اقنعة واقية. وغداة صدمة الهجوم على كركوك التي يسيطر عليها الاكراد، لايزال قناصة وانتحاريون يتحصنون في مواقع مختلفة، ما دفع بغداد الى ارسال تعزيزات عسكرية. وتمكنت قوات مكافحة الارهاب ووحدة الاستخبارات من قتل 48 مسلحا، حسب ما افاد قائد شرطة كركوك العميد خطاب عمر عارف لفرانس برس. من جهة اخرى، قال عميد في وزارة الداخلية في كركوك، لوكالة فرانس برس إن «48 شخصا قتلوا واصيب 133 بجروح خلال الاشتباكات في مدينة كركوك». واضاف أن «الغالبية العظمى من القتلى والجرحى من قوات الامن». واكد «مقتل ما لا يقل عن 48 متطرفا خلال الاشتباكات» التي ما زالت متواصلة في عدد من احياء المدينة. واكد مصدر طبي في مديرية صحة كركوك الحصيلة. ودعي اهالي كركوك الى التبرع بالدم في مستشفيات المدينة، وفقا للمصدر. والهجوم الذي ينفذه مسلحون إرهابيون يرتدون احزمة ناسفة، هدفه خلق فوضى وقتل اكبر عدد ممكن من المدنيين وقوات الامن. وقرر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ارسال تعزيزات عسكرية الى كركوك، حسب ما افاد مكتبه الاعلامي. وقال العبادي خلال لقاء مع وزير الدفاع الاميركي آشتون كارتر في بغداد، ردا على مطالبة تركيا بالمشاركة في معركة استعادة الموصل من المتطرفين «اعلم أن الاتراك يريدون أن يشتركوا في المعركة، نحن نقول لهم شكرا، هذه سيحسمها العراقيون وسيحررون باقي المناطق». الى ذلك، اعلنت قيادة العمليات المشتركة السبت اقتحام الفرقة التاسعة بلدة القره قوش الواقعة شرق الموصل، وكانت في السابق اكبر البلدات المسيحية. والسيطرة على القره قوش ستسمح للقوات العراقية بالوصول الى اطراف مدينة الموصل، بعد أن فرضت سيطرتها على بلدة برطلة الصغيرة قرب القره قوش. واعلنت العمليات المشتركة تقدم قواتها من الجهة الشمالية باتجاه بلدة تلكيف الواقعة ضمن منطقة سهل نينوى. وتشن القوات الكردية كذلك هجوما كبيرا في الجانب الشمالي الشرقي، لكنها تتذمر من ضعف الاسناد الجوي من قبل التحالف الدولي. وشنت السلطات العراقية هجوما واسالنطاق لايزال في مراحله الاولى لاستعادة الموصل وقد يتضمن إحكام حصار على المدينة قبل أن تقتحم قوات النخبة معقل المتطرفين. وقال مصدر في الحكومة الفرنسية لفرانس برس إن الدخول الى مدينة الموصل نفسها قد يحدث في غضون شهر. وابرز المخاوف هي وجود نحو 1,2 مليون نسمة عالقين وغير قادرين على المغادرة حتى تقترب قوات الامن الى مسافة اقرب وتفتح ممرات آمنة لهم. ووفقا لأحد السكان الذي تم الاتصال به من قبل فرانس برس، فإن ظروف المعيشة تتدهور يوما بعد يوم مع قلة المواد الغذائية، وازدياد عدائية التنظيم. على صعيد آخر، قال ضابط عراقي إن انبعاثات غازات سامة ناجمة عن تفجير مسلحين لمصنع الكبريت في جنوب الموصل أدت إلى وفاة مدنيين اثنين. وقال ضابط إن «الغازات بالتأكيد قد تعيق خططنا بالتقدم»، وتمكنت السلطات من إخماد النيران مساء السبت. وارتدى الجنود الأميركيون في قاعدة القيارة القريبة أقنعة واقية بعد أن دفعت الرياح بالغازات باتجاههم. وقتل مصور تلفزيوني كان يرافق القوات العراقية شمال القيارة بنيران قناص، غداة مقتل مراسل آخر بنيران قناص كذلك في كركوك.