زادت المناظرة الثالثة والأخيرة من أسهم السيدة هيلاري وبدت المرأة أكثر نضجا وفهما وبعدا عن الوعود الخيالية بل تحدثت عن الواقع ببساطة. وأظهرت أنها تميل لمناصرة قضايا التنمية المستدامة مثل: معالجة الفقر والأجور وفرض الضرائب ومحاربة العنف والتمييز ضد المرأة ودعم السلام والتعليم والتدريب والتوظيف، وقالت: إنها ستساهم في توليد 10 ملايين وظيفة. وأبدت الاهتمام بحلفاء أمريكا في آسيا وأوروبا. وأبرز معالم سياسات هيلاري في زيادة الإيرادات الحكومية هي رفع نسبة الضرائب على الأثرياء وقالت: إن على هؤلاء أن يدفعوا وحددت أنها تقصد بالأثرياء كل من يزيد دخله السنوي عن 250 ألف دولار وهو ما يعادل مليون ريال سعودي. حاول دونالد ترامب توجيه الإهانة لهيلاري ووصفها بالدمية وأنها ستقود البلاد فيما لو حكمت إلى الفوضوية بينما عبرت هيلاري عن مخاوفها من تولي ترامب القيادة فليس بين الأمر في إطلاق صاروخ نووي وإطلاقه فعليا سوى أربع دقائق وترامب لن يكون الشخص المناسب لإصدار هذا الأمر والتعامل مع الشفرة النووية. أما عن داعش فقد كرر ترامب اتهامه لهيلاري بأنها هي من شكلتها في الفجوة بين سوريا والعراق وتحدث عن إيران ونظرية المؤامرة في الموصل لكن هيلاري قالت: إن أمريكا وحلفاءها يعملون من أجل ملاحقة البغدادي كما لاحقوا ابن لادن لذا أمريكا ماضية في تحقيق أهدافها ولن تتأثر بنظرية المؤامرة فهي تتعامل مع الحقائق وليس مع الأوهام. ويكرر ترامب بأن على حلفاء أمريكا أن يدفعوا المال لنا مقابل حمايتهم وكرر حديثه عن دول ألمانيا وكوريا الجنوبية واليابان والسعودية وأنها دول غنية. لا شك أن ترامب تاجر يفكر بالأموال والمتع واستغلال الفرص للإثراء غير المشروع وتشغيل العمالة المخالفة بأسعار أقل مقابل عدم ترحيلهم. متهربا من الضرائب وينظر للنساء على أنهن مجرد فرصة للمتعة. ورجل مثل هذا مثير للقرف وستكون أمريكا والعالم في مأزق حقيقي لو فاز في الانتخابات ممثلا عن الحزب الجمهوري. أما هيلاري ممثلة الحزب الديموقراطي فهي نموذج للمرأة العصرية التي تجيد الحديث بلغة التنمية بمصطلحاتها وقيمها وأهدافها مما يجعلها تشارك البشر في كل مكان أحلامهم وطموحاتهم وهذا خطاب إعلامي مهم لابد أن يتقنه كل مسؤول قبل أن يخرج ويحدّث الناس عن مستقبلهم ومستقبل بلادهم.