الذي يتابع مسيرة نادي الزمالك مع رئيسه (مرشح لمنصب رئيس الجمهورية المصرية سابقاً) المستشار مرتضى منصور يقتنع أن عَصب القوة هو المال وأن السلطة للمال، والإدارة بالمال هي المتفوقة عالمياً وتتسيد المواقف وتحقق مكاسبها باقتدار. مرتضى منصور حيد دور وزارة الرياضة والشباب في مصر التي منعت حضور الجماهير للملاعب بعد مجزرة استاد بور سعيد 2012، مما أدى إلى إلحاق خسائر فادحة بالأندية والرياضة المصرية. تعهد منصور للحكومة المصرية بأنه المسؤول عن سلامة جماهير الزمالك وناضل من أجل حضورهم بطولة إفريقيا للأندية، وقدم خطة متكاملة تحمل تكاليفها كاملة، تبدأ من إثبات هوية كل حاضر للمباراة وانتهاء بتأمين بوابات الملعب بأجهزة تفتيش إلكترونية وكاميرات مراقبة ومراقبين سريين، وبعدها فليفرح الجمهور ويحضر ويشجع. تم ذلك فعلاً وشهدت مباريات الزمالك في تلك الدورة حضورًا كبيرًا توج ذلك بفوزه فيها في مباراة كبيرة مع الوداد المغربي. المال هنا أدخل البهجة على ملايين المصريين الذين أنهكتهم التغيرات السياسية زيادة على تنامي الفقر وضعف الخدمات وسوء المساكن واستشراء الطبقية واستفحالها. جاء مرتضى منصور وقام وحده بما عجزت عنه عدة أجهزة محسوبة على الحكومة . تجربة هذا الرجل وثقافته وسعة اطلاعه وتنوع اهتماماته مذهلة، وقد حج هذا العام وقال رأيا إيجابيا عن مارآه في مكة، وأهتم بشهادته لأنه صادق وسقف طموحاته عال جدا في التنمية والمشاركة والعمل الجاد. كم وزارة لدينا نود أن تستلهم من هذا التغيير؟، كم منها تحتاج لعمل خلاق، مبدع، مبادر؟. يتحمل المسؤول مسئولية قراره بشجاعة، لا أن يأتي ويمسك بيديه كرسي الوزارة وكأنه في عرض البحر مقصعر خائف يكاد لا يبدي حراكاً خوف الوقوع في اليم. العمل العام يحتاج إلى الخيال والإبداع والمغامرة المحسوبة أحياناً، خصوصاً في عهد الملك سلمان وعضديه من الشباب، لكن الصمت والتزام دور المتفرج هو الغرق لو كُنتُم تعلمون.