تأكيداً لما كانت أقرته وزارة الداخلية استناداً إلى مصالحها الاستخباراتية عن انتشار الجماعات المسلحة المتطرفة في كامل البلاد بمدنها وقراها وجبالها ومناطقها الحدودية، ألقت الوحدات الأمنية بمدينة طبرقة الواقعة على الحدود مع الجارة الجزائر صباح الأربعاء القبض على عنصرين إرهابيين خطيرين ينتميان إلى تنظيم «داعش» الإرهابي. وتم القبض على هذين العنصرين الإرهابيين بعد أن عادا من بؤر التوتر حيث كانا يقاتلان مع تنظيم «داعش» الإرهابي. ووفق أولى التحريات فإن الإرهابيين وهما شقيقان في مقتبل العمر، كانا يخططان لاستقطاب الشباب العاطل عن العمل من حاملي الشهادات العليا من اجل توظيفهم في التنظيم واستغلال معارفهم التقنية مقابل آلاف الدولارات شهرياً، خاصة وان القوات النظامية التونسيةوالجزائرية ما فتئت تكبد « داعش» خسائر بشرية هامة جعلت عدد الداعشيين في تراجع مستمر. وكانت الجارة الجزائر وفي اطار تصديها الى محاولات ادخال الأسلحة من ليبيا عبر تونس اعلنت حالة الطوارئ القصوى عبر المناطق الحدودية مع البلدين، بعد ان توصلت التحقيقات العسكرية الجزائرية الى ان قيادات ارهابية تنشط في ليبيا يستغلون سيارات بلوحات تحمل أرقاما مزورة جزائرية وتونسية لإبعاد الشبهات، في تهريب الاسلحة الى الجزائر لدعم الجماعات والعناصر الارهابية هناك. وأحصت القيادة العسكرية الجزائرية خلال فترة شهرين، أكثر من 100 محاولة لاختراق الحدود الجنوبية والشرقية، لتهريب شحنات أسلحة من مختلف الأنواع، وتمت أغلب هذه المحاولات من قبل مهربين، في حين سجلت تقارير مصالح الأمن 85 محاولة تسلل من قبل إرهابيين تابعين للقاعدة أو جماعات إرهابية ليبية. وكشف مصدر أمني جزائري لوسائل إعلام تونسية بأن إرهابيين من ليبيا باتوا يستغلون سيارات بلوحات مزورة جزائرية وتونسية، وأجهزة اتصال حديثة ومناظير ليلية لتهريب كميات من الاسلحة نحو الجزائر. وأوضح أن الإرهابيين طوروا من إمكاناتهم في عمليات تهريب السلاح، مشيراً إلى أن أقل من ألف جندي ودركي من مالي يحرسون 2700 كلم من الحدود الصحراوية بين ماليوموريتانياوالجزائروتونس. وأقر المصدر الأمني الجزائري بان القوات النظامية المرابطة على الحدود مع ليبيا وتونسومالي تفتقر لتجهيزات الاستطلاع الجوي، أما بالنسبة للحدود التي تفصل مالي عن موريتانيا، والتي تمتد لمسافة 2237 كم فإن سلطات باماكو، لا تخصص سوى أقل من 2000 جندي لحراسة إحدى أخطر الحدود في العالم. ولاحظ أن مسألة مراقبة الحدود هي أهم النقاط التي تحاول الجزائر علاجها بالتعاون مع دول الجوار خاصة تونس، للحد من مد الجماعات الإرهابية. وأبرز المصدر أن إرهابيين سلموا أنفسهم مؤخراً، على مستوى الحدود الليبية الجزائرية، بعد أن نشطوا ضمن صفوف كتيبة «المرابطون» التي يقودها الإرهابي الخطير مختار بلمختار، وأنه يمكن المرور بسيارة أو شاحنة دون تفتيشها عبر الحدود. كما عاين ذات المصدر الأمني ارتفاع نشاط التعامل بوثائق ثبوتية مزورة، لدرجة أن قوات حرس الحدود لا يفرقون بين المهربين والإرهابيين ولا بين جنسيات الأشخاص المتسللين عبر الحدود. وتتخوف أجهزة الأمن الجزائرية من حصول الإرهابيين على المزيد من السلاح ما قد يؤهلهم لمواجهة جيوش دول الجوار، التي تفتقر للقوة الجوية التي يمكنها التصدي للتهديدات الإرهابية. وحسب اعترافات الإرهابيين فإن سبب تواجد الجماعات الإرهابية على مقربة من الحدود، هو قدرتها على توفير كميات من السلاح لصالح الجماعات الإرهابية الناشطة في الجزائروتونس.