استهلت ثلوثية الدكتور محمد المشوح بالعاصمة الرياض موسمها الثقافي لهذا العام، بليلة وفاء للمؤرخ الدكتور عبدالله العسكر عضو مجلس الشورى - رحمه الله - استعرضت فيها جوانب من مآثره ونشاطاته العلميه خلال مسيرته الثقافية والأكاديمية شارك فيها مثقفون وأكاديميون وإعلاميون وأقارب وذوو الفقيد، والتي أدارها الدكتور عبداللطيف الحميد، منوهاً بوفاء ثلوثية المشوح في أقامة الأمسية، مستعرضاً إسهاماته العلمية وتوثيق ما كتب عنه بعد وفاته من أكثر من خمسين شخصية ثقافية واجتماعية وإعلامية بالفقيد، لافتاً إلى تميزه الأكاديمي وتفرده المنهجي وسجاياه الحميدة وتفاعله العربي من خلال مشاركاته المتنوّعة في الندوات واللقاءات والجمعيات العلمية. من جانب آخر قال الدكتور محمد المشوح: حرصنا أن نقيم ليلة استثنائية خاصة بالدكتور عبدالله العسكر، نستعيد فيها مآثره ونتذكّر مواقفه الخالدة الجميلة، وأن نرد بعض أفضاله على الجميع القامات العلمية والتاريخية والثقافية في المملكة، فقد عرفه الجميع بصفات نادرة وسجايا حميدة فذة إلى جانب ما تميز به من وتنوّع معرفي ومنهج علمي رصين والجد والتسامح والتواصل أجمعت القلوب على محبته والعقول على احترامه وتقديره. وعن جوانب (المؤبن) الشخصية، تحدث المشوح عن جملة من الصفات التي كان ينفرد بها العسكر، قائلاً «لم يرحل عبدالله العسكر توقف قلبه الصغير لكن قلبه الكبير ما زال نابضاً يتدفق باعثاً نسائمه الجميلة في نقائه وتسامحه وبياضه، ذلكم القلب الكبير الذي امتلأ محبة للآخرين وقرباً من الجميع، ينثر ابتسامته ولطفه ومحبته في كل شبر يطؤه، لم يرحل عبدالله العسكر.. فقد بقيت مآثره الحميدة وأعماله العلمية الجليلة شاهده لهذا العالم بمهنية فريدة يلاحق المعلومة بكل جدية لا يعجزه عنها أطر ولا يحول بينه وينها جدر.. لم يرحل وقد ترك هذا القبول النادر والإجماع اللافت على احترامه ومحبته وتقديره، فلقد عاش عبدالله العسكر بنعمة كبرى وهبها الله وهي النقاء والصفاء. كما شهدت الأمسية عدداً من المداخلات والتعليقات تناولت مآثر الفقيد وما كان يحظى به - رحمه الله - من سجايا وصفات حميدة.. حيث تحدث الدكتور عثمان المنيع في مداخلته قائلاً: كان الفقيد صديقاً للجميع، ومحبوباً بينهم يخجلك بكرمه الفائض وأخلاقه النبيلة، فيما أشار الدكتور عز الدين موسى، أن ما قامت به الثلثوية يعد لمسة وفاء منها، مردفاً قوله: عرفت العسكر عن قرب صديقاً وزميلاً لأكثر من ثلاثين عاماً في جامعة الملك سعود، كان يتقد حماساً ونشاطاً في أروقة الجامعة، ترأس قسم التاريخ وهو لا يزال شاباً يافعاً، وشارك بفعالية في لجنة التاريخ الشفوي، واستطاع أن يوظّف قدراته وإمكانياته بعد انتقاله عضواً في مجلس الشورى، من خلال لجنة لشؤون الخارجية الذي أبهرني بعطائه في المجال السياسي. أما الدكتور فائز الحربي فجاء في مداخلته: ما امتاز به الفقيد إلى جانب القدرات العلمية والعملية، هو الخلق النبيل والتواضع الجم والبساطة في الحديث، إذ لم تغيّره المناصب الإدارية والمكانة الاجتماعية المختلفة.. وقد زاملته في مركز التاريخ الشفهي، ورافقته إلى القصيم للمشاركة في ندوة في مدينه عنيزة فزاد إعجابي به وبخلقه الكريم، فيما وصف الشيخ عبدالعزيز الربيعة العسكر بقوله: عرفته عندما درسته في المرحلة المتوسطة بمحافظة المجمعة، فقد كان ذا خلق كريم، ومتفوقاً بين أقرانه، داعياً في ختام مداخلته إلى الاستفادة من مكتبته الثرية والتفكير في إهدائها إلى جامعة المجمعة، داعياً المكتبة العامة فيها إلى تخصيص جناح يحمل اسم عبدالله العسكر. ولم ينس الدكتور عبدالعزيز اللعبون ضمن ما حفلت به الأكسية من مداخلات المؤبنين الدور الكبير الذي أسهم فيه الفقيد بتشجيعه على الصعيد الشخصي في تحقيق (تاريخ ابن لعبون) قائلاً: كان أحد أولئك الذي دفعوني بقوة لهذه الخطوة متحدثاً عن إنصافه لهذا التاريخ والإشادة به.. فيما أضاف حمد الصغير في حديثه حول هذا الجانب قوله: يعد الفقيد ثروة لا تنضب، رحل بذكرى طيبة، متفقاً معه في عذا السياق ما أضافه الدكتور صالح الخثلان: العسكر يعد الشخصية الوطنية التي تميزت بالعطاء الأكاديمي والدفاع عن الوطن، تلاه الدكتور محمد العزام الذي قال: إن الفقيد أحد الرجال الأفذاذ في خلقه وعلمه، كان خبر وفاته - رحمه الله- صدمة كبيرة لي، عرف عنه كرم الشمائل وعفة اللسان والأخلاق النبيلة. كما شهدت الأمسية التأبينية جملة من المداخلات التي أجمعت على ما تناوله المداخلون في الأمسية، التي جاء ضمنها مداخلة لمحمد الحمدان، وأخرى لمحمد البقاعي، استعرضا خلالهما جوانب من سجايا العسكر ومناقبه الشخصية من جانب والعلمية من جانب آخر، حيث أعقب المداخلين حديثاً لنجل الفقيد نايف العسكر، الذي قدّمه شكره وتقديره للدكتور محمد المشوح على المبادرة في ليلة الوفاء وقيام الثلوثية بطباعة كتاب يتضمن رصداً لكل المقالات والقصائد التي قيلت في رثاء الفقيد - رحمه الله - وأزجى شكره وتقديره للدكتور محمد المشوح وللثلوثية على طباعتها ليلة الاحتفاء والتكريم للدكتور عبدالله العسكر التي أقيمت قبل ما يقارب سنتين في دارة الثلوثية.