بلغ التوتر الدبلوماسي بين باريسوموسكو بسبب الحرب في سوريا ذروته أمس الثلاثاء مع إلغاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيارة مقررة منذ زمن للعاصمة الفرنسية؛ جراء الشروط التي تفرضها فرنسا، في حين تجددت الغارات الروسية أمس على الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة في حلب بوتيرة هي الأعنف منذ نحو أسبوع، متسببة بمقتل 25 مدنيا على الأقل في تصعيد يتزامن مع وصول الجهود الدبلوماسية لوقف إطلاق النار إلى طريق مسدود. وفي وقت تغير فيه الطائرات الروسية على حلب دعما لهجوم الجيش السوري أبلغت باريسموسكو أن الرئيس فرانسوا هولاند جاهز لاستقبال نظيره الروسي من أجل اجتماع عمل (حول سوريا وليس لمشاركته في تدشين كاتدرائية أرثوذكسية في باريس) . وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في موسكو (قرر فلاديمير بوتين إلغاء) زيارته المقررة أصلا لتدشين كاتدرائية كبيرة أرثوذكسية، لكنه (لا يزال مستعدا لزيارة باريس عندما يشعر هولاند بأنه جاهز) للقائه. وفي الوقت نفسه أعرب الرئيس الفرنسي عن استعداده للقائه في أي وقت للدفع باتجاه السلام. وأضاف هولاند أمام الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا ان (الحوار ضروري مع روسيا لكن يجب ان يكون حازما وصريحا)، مشددا على ان (هناك خلافاً أساسيا) بين باريسوموسكو حول سوريا. وتجسد هذا الخلاف عندما استخدمت روسيا مساء السبت الماضي الفيتو في مجلس الأمن على مشروع قرار فرنسي يدعو إلى وقف عمليات القصف على حلب وقدمت مشروع قرار مختلفا. (لا يشير إلى عمليات القصف). وكان هولاند قد أعلن لشبكة تلفزيون فرنسية انه (يتساءل) ما إذا كان عليه استقبال نظيره الروسي بسبب (جرائم الحرب) التي يرتكبها نظام بشار الأسد في حلب بدعم من الطيران الروسي.. وتساءل هولاند في الحديث الذي اجري السبت وبث الأحد (هل سيكون الأمر مفيدا؟ هل هو ضروري؟) . أما وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت فحذر الاثنين من ان هولاند سيقول (حقائق) لنظيره الروسي إذا قرر استقباله في 19 من أكتوبر الجاري. وفي تصعيد يتزامن مع وصول الجهود الدبلوماسية لوقف إطلاق النار إلى طريق مسدود تجددت الغارات الروسية على الأحياء الشرقية لحلب الخاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة. وأفاد مراسل فرانس برس بتجدد الغارات على الأحياء السكنية مستهدفة بشكل خاص أحياء القاطرجي والميسر وقاضي عسكر وبستان القصر. واحصى المرصد السوري لحقوق الإِنسان في حصيلة جديدة مقتل 25 مدنيا بينهم أربعة أطفال على الأقل جراء غارات روسية كثيفة على حيي بستان القصر والفردوس، مشيرا إلى وجود عدد كبير من العالقين تحت الأنقاض.