الطبيب الكندي هانز سيلي والذي كان يسمى أبا «الضغوط النفسية» يقول: « إن عدم وجود ضغوط لدى الفرد لا يتحقق إلا بالموت» !! المشرف العام على المنتخب السعودي طارق كيال يعرف «الضغوط النفسية» بمصطلح جديد هو: «شوشرة» !! منتخبنا على صفيح ساخن دائماً مع كل بطولة أو مباراة، من كل الاتجاهات جماهير و إعلام يحاصرون المنتخب ب»شوشرة» تزف الأخضر إلى أرض «الضغوط النفسية»؟ (لانس ووركمان الاستشاري بعلم النفس بجامعة باث سبا البريطانية يقول: إن علم النفس مطالب بالتفعيل الإيجابي في حياة الإنسان وجوارحه وأعضائه، وأن عطاءه اليومي في بيته وعمله وحياته الخاصة لا يمكن أن يتواصل بنفس المستوى بغياب علم النفس). المنتخبات العالمية والأندية الشهيرة تؤمن بأهمية وجود «الطبيب النفسي» لتهيئة اللاعبين نفسياً ومجابهة «الضغوط النفسية»، لكن في ثقافتنا العربية ما زلنا نخجل من زيارة «الطبيب النفسي» لأنه نعتقد دوره علاج المجانيين وليس العقلاء!! المنتخبات العربية والأندية من نسيج هذه الثقافة المعارضة لذلك لا تهتم بوجود «طبيب نفسي» مما يجعل لاعبينا «فئران تجارب» لاجتهادات إدارية غير مؤهلة تجاهد لتهيئة اللاعبين نفسياً بطرق غير علمية! نفس الضغوط النفسية التي تعرض لها لاعب المنتخب السعودي ناصر الشمراني أثناء بطولة آسيا بأستراليا يتعرض لها اليوم زميله في المنتخب نواف العابد بإطلاق إشاعة تعاطيه للمنشطات! أهملنا علاج ناصر الشمراني «نفسياً» فماذا حدث؟ مصنع الأهداف السعودية أصبح «عاجزاً» ، لا يعرف طريق المرمى! قراءة مشهد «العابد» يجعلك تدرك أن نفس سيناريو «الشمراني» يتكرر بنفس تفاصيله المؤلمة، إدارة المنتخب لا تمارس سلطتها بحماية اللاعبيين ب»القانون» لماذا لا يعاقب من يتعمد ممارسة «الضغوط النفسية» تجاه لاعبينا في مهمتهم الوطنية؟ الأندية السعودية تحفظ حقوق لاعبيها بالقانون بمقاضاة كل من يتعرّض لهم، والمنتخب الوطني يهمل هذا الجانب المهم للحفاظ على استقرار اللاعبين نفسياً! لا يبقى إلا أن أقول: هل يدرك المشرف العام على المنتخب السعودي طارق كيال أن ال»شوشرة» التي تعرض لها نواف العابد تحتاج لطبيب نفسي لتهئية اللاعب قبل مباراة أستراليا و الإمارات واليابان؟ لا نريد إهمال «نواف» كما فعلنا مع زميله «الشمراني» حتى لا يدفع منتخبنا «الضريبة» وخصوصاً أن «العابد» اليوم النجم الأول في الرياضة السعودية. (في عام 1976م أعلن نموذج «هولاندر» لفهم وتحليل الشخصية يتضمن أربعة محاور أساسية وهي: الجوهر النفسي، الاستجابات النمطية، السلوكيات المرتبطة بالدور، البيئة الاجتماعية). شخصية اللاعبين مختلفة ولكل لاعب نمط سلوكي يجعله يتعايش مع «الضغوط النفسية» سلبياً أو إيجابياً، ليس من السهل لغير مختص فهم و تحليل شخصية اللاعبين النفسية . حان الوقت لكي نعزِّز أهمية «علم النفس الرياضي» في منتخبنا وأنديتنا، ثلاثة عناصر مهمة يحتاجها الرياضي لتحسين الأداء الإعداد لياقياً وتكتيكياً ونفسياً. فهل يوجد في منتخبنا «طبيب نفسي» أم أن العلاج فقط تصريحات طارق كيال الإعلامية «ابتعدوا عن الشوشرة»؟! ** هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا «الجزيرة» كل أربعاء وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.