ملك نشأ في حضرة ملك، وفارس روّض النفود والدهناء، إن وقف كالجبل، وإن أقبل كالريح، إن وهب كالسحاب، وإن تلطّف كالحرير، جمع أصفى الشمائل، وأخذ أعظم المناقب رأى التأريخ، وسمع الجغرافيا فاختصر طريق المجد في نجد، وسلك طريق أب وجد، فكان شجاعة هذا وحكمة ذاك، كان جلالة المؤسس الملك عبدالعزيزبن عبدالرحمن آل سعود رجلاً حلّته الملك، وخطوته الخلد، ورايته التوحيد، السعد من آله والمتمكن من جيله، أمطرت عليه السماء في وسط الصحراء، فكان النصر وانبلاج النور في فجر استرداد حق السيادة والقيادة، إن ما قام به -رحمه الله- في زمرة الأخيار من أصحابه هو معجزة رضي بها الزمان وتهلّل لها المكان، وانتثر منها عقود الجمان، وازدان جيد الوطن بالمخلصين والبررة من الأبناء العظماء، وبعد أن تم واكتمل، بقيت شعلة نفوس أولئك المجاهدين الأوئل مستمرة في نفوس أبناء الوطن، وإن لنا في إدارة المجاهدين شرف الاقتباس من تلك الجذوة، سيل من غمامة جهدهم، وهذا يفرض علينا جهداً مضاعفاً كامتداد لتلك الحقبة المباركة حتى وصلنا إلى ما نحن فيه، لتستمر الراية في العلو. ويطيب لنا كرجال نصدق العهد ونحمل الود، ونتشرف بالبيعة ونرضى بالفداء والطاعة والولاء أن نرفع أجمل آيات التبريك والإخلاص لمقام خادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي عهده الأمين ولسمو ولي ولي عهده الكريم، ولكافة أسرتنا المالكة وشعبنا الكريم بمعاودة هذه الذكرى المجيدة، مؤكّدين أن رجال الإدارة العامة للمجاهدين أرواحاً وأجساداً منارات للحدود، وحماة للركع السجود، بأمر الله ثم بأمر آل سعود، والله على ما نقول شهيد. د. عبدالله محمد السويد - مدير عام الإدارة العامة للمجاهدين