انطلقت أمس أعمال قمة قادة دول مجموعة العشرين في هانغجو الصينية بجلسة تحت عنوان «تعزيز سياسات التنسيق وفتح مسار للنمو». ويرأس وفد المملكة إلى القمة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع. ومن المرجح أن يجدد الزعماء تعهداتهم باستخدام سياسات الضرائب والإنفاق في تنشيط الاقتصاد العالمي، لكن من غير المرجح وجود مبادرة جديد لدعم النمو. كما ستتناول مناقشات القمة فائض الطاقة في صناعة الصلب العالمية وهي نقطة شائكة بالنسبة للصين أكبر منتج للصلب في العالم والقيود على الاستثمار الأجنبي، وخطر خفض قيمة العملة لحماية أسواق التصدير. وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يوم الأحد إن قادة مجموعة العشرين المجتمعين في الصين قد اتفقوا على ضرورة العمل معا لزيادة النمو الاقتصادي العالمي. ورحبت بتركيز الصين على الإصلاح الهيكلي خلال فترة رئاستها للمجموعة التي قالت إنها تنوي تشكيل فريق عمل بشأن الابتكار. وأكد الرئيس الصيني شي جين بينغ أن قمة قادة دول مجموعة العشرين ستركز على عدة مواضيع ضرورية تهم الاقتصاد العالمي، من بينها تنسيق سياسات الاقتصاد الكلي والنمو المدفوع بالابتكار وحوكمة اقتصادية ومالية عالمية أكثر فاعلية وتجارة نشطة واستثمار نشط وتنمية شاملة ومترابطة. وقال في كلمة افتتح بها أعمال القمة أمس، إن المخاطر تتراكم في الاقتصاد العالمي بفعل ارتفاع مستويات الاستدانة، وإن على الدول أن تأخذ خطوات لتعزيز التجارة والاستثمار وتفادي الحماية التجارية، مؤكدا أنه على دول مجموعة العشرين زيادة تنسيق السياسات وضبط إصلاحات الإنتاجية وإدارة الطلب. كما أشار إلى أن قمة مجموعة العشرين «يجب أن تسعى إلى العمل الحقيقي وليس مجرد الكلام غير المجدي». وتنعقد قمة مجموعة العشرين بعد تصويت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي وقبل انتخابات الرئاسة الأمريكية وسيحرص زعماء مجموعة العشرين على الدفاع عن التجارة الحرة والعولمة. ومن بين المشاركين في القمة الرئيس الأمريكي باراك أوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي. أمام ذلك، قال متحدث كبير باسم الحكومة اليابانية إن دول مجموعة العشرين بصدد الاتفاق على استخدام كل السياسات بما في ذلك النقدية والمالية والإصلاحات الهيكلية لتحقيق نمو قوي ومستدام. وقال كويتشي هاجيودا النائب الأول لأمانة مجلس الوزراء الياباني متحدثا للصحفيين على هامش اجتماعات اليوم الأول لقمة العشرين إن الدول المشاركة ستتفق في بيانها الختامي على ضرورة حماية النظام التجاري متعددة الأطراف من أجل النهوض بالتجارة الحرة. كما أنه من المتوقع أن تنضم كل الدول الأعضاء في مجموعة العشرين لأول خطة عمل عالمية للحد من تداعيات التغيير المناخي، وذلك بحسب أحدث مسودة لبيان قمة جي 20 أمس. وجاء في المسودة «نحن ملتزمون باستكمال إجراءتنا المحلية من أجل الانضمام لاتفاقية باريس بمجرد أن تسمح إجراءاتنا الوطنية». وقد أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الصيني شي جين بينج انضمام دولتيهما لاتفاقية باريس للمناخ أمس الأول، ليبلغ بذلك عدد الدول الموقعة على الاتفاقية 26 دولة. ومن المقرر أن تدخل الاتفاقية حيز التنفيذ بعد 30 يوما من تصديق 55 دولة تتسبب في 55 % من الانبعاثات العالمية.