عندما يستحدث منصب جديد يتحدث الإبداع وتنطق السيرة وتعلو الهمة وترتفع القيمة وحينما ترتبط المهمة بالرياضة والمرأة يتحول القرار إلى حدث تاريخي ويتبلور الخبر العاجل إلى بصمة أبدية وينتقل من طاولة القرار ليدخل الذاكرة الشعبية من أوسع أبوابها ليكون بشرى مستقبل واستقراء آمال, اختارت القيادة الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان لتكون وكيلة الرئيس العام لهيئة الرياضة عندما استنارت باكتمال الإنتاج بدراً في مسيرتها مضيئة بذلك درب طالما حلمت به المرأة السعودية. تسلحت الأميرة ريما في حياتها وهي طفلة ثم يافعة بوصايا كان يهمس بها في أذنها جدها الأمير سلطان -رحمه الله- واستلهمت إشعاعاً سياسياً كان يضيء دربها وينير طريقها وهي في كنف والدها السياسي المحنك بندر بن سلطان لتعلن عن مشروع قادم بقوة انتهجت فيه الفكر الاحترافي. لم ترتهن الأميرة ريما إلى شخصيتها الاعتبارية كأميرة وإنما ارتكنت إلى كينونتها المعتبرة كمواطنة معبرة أن الوطنية رمز وأن الفلاح كيان وراهنت أن الفكر نتاج خلطة سرية بين التربية والمهارات والقيم فتحولت إلى غيمة عطاء إنساني ناعمة تمطر إبداعاً أينما حلت وحيثما رحلت. في ليالي نجد اعتادت الأميرة الطموحة أن تحكي لوالدتها عن طموحات المستقبل لتخرج من هذا الإصغاء الودود بجرعة دعم معنوي كان سراً من أسرار تفوق الأميرة الشابة على قريناتها في مقاعد الدراسة وعلى طاولات صناعة القرار وفي منافسات الانتصار بفكر أجادت تفصيله على آمالها الصغيرة التي كبرت معها لترسم موقعها المفترض طيلة سنوات من العمل في القطاعات المختلفة جعلتها رقماً صعباً في سجل السعوديات المميزات اللاتي أبهرن العالم فاعترف بهن اسما واستشرف منهن سمات القيادة والريادة. عزفت الأميرة على وتر التميز باكراً عندما اختارت دراسات المتاحف لتنال البكالوريوس في التخصص، مع التركيز الأكاديمي على الآثار التاريخية، من جامعة «جورج واشنطن» بأمريكا لتنبىء المراقبين أنهم أمام قيادية تجيد قراءة تفصيلات الغد وتبدع في اختيارات القادم. سنوات من الغربة شحذتها بجرعات «حنين فعادت لترسم خارطة عمل بقلم ناعم خطوطه متنية بحدود توازي الأمنيات وتتجاوز التحديات عادت للوطن وفي يدها اليمني «قبضة الاقتدار» وفي يدها اليسري «شهادة الابتكار» وفي قلبها ذكرى وطن متفضل «وفي عقلها بشرى للأجيال النسائية». حيث عملت في وظيفة كبير الإداريين التنفيذيين لعدة سنوات في شركة «ألفا العالمية» واختيرت ضمن قائمة «فوربس» لأقوى 200 امرأة عربية عام 2014. تنبهت الأميرة ريمة إلى أهمية العمل الاجتماعي فهي سليلة أسرة اشتهرت بالسخاء وانشهرت بالعطاء حيث أسست «ألفا خير»، كما أطلقت مبادرة (KSA10) التي تهدف لرفع الوعي الصحي الشامل، وقامت بفعالية ضمت 10 آلاف امرأة في ديسمبر/كانون الأول عام 2015، شكلن خلالها أكبر شريط وردي بشري في العالم يرمز لشعار مكافحة سرطان الثدي، ودخلت المبادرة موسوعة غينيس» للأرقام القياسية». تعشق الأميرة ريمة التنوع في العمل معتمدة على الفكر ومستندة على التخطيط مما مكنها من نيل عدة جوائز دولية في مجال العلاقات العامة والاتصال وتم اختيارها من قبل المنتدى الاقتصادي العالمي بمدينة «دافوس» السويسرية لتنضم إلى برنامج القيادات العالمية الشابة. واختيرت ضمن الشخصيات الأكثر إبداعاً من قبل مجلة «فاست كومباني» الأمريكية، كما تم تصنيفها ضمن قائمة أبرز المفكرين العالميين التي أصدرتها مجلة «فورين بوليسي» في عام 2014 لدورها في مساعدة النساء للتكامل بين حياتهم العائلية والمهنية. الأميرة ريمة عضو مؤسس في «جمعية زهرة السرطان»، وعضو في المجلس الاستشاري الخاص بالمبادرة الوطنية السعودية، وعضو في المجلس الاستشاري العالمي لشركة «أوبر.. تمتلك الأميرة ريمة كلمة سر إنجاز جديد للمرأة السعودية»مكشوفة للمفكرات والرائدات والمبدعات «وشفرة فكرية ترى أن فك رموزها في ظل مجتمع محلي محافظ ومحيط دولي ناقد يتطلب «ابتكار واقتدار» يجعل السعوديات أمام «خزينة من البشائر» ستفتحها أمامهن للسير مضياً في أمنية النساء وتنمية الوطن.