تصدت الوحدات العسكرية المنتشرة بالمنطقة العسكرية العازلة، صباح أول امس على مستوى احدى المناطق الصحراوية التابعة لمدينة بنقردان الواقعة على الحدود الجنوبية مع الجارة ليبيا ، لمجموعة من سيارات التهريب (حوالي 30 سيارة) قادمة من ليبيا ودخل عدد منها التراب التونسي. وأفادت وزارة الدفاع الوطني بأنه تمّ إطلاق النار على السيارات التي تجاوزت رسم الحد لرفضها الامتثال لتعليمات التوقف، مما أسفر عن احتراق سيارتين بالكامل كانتا محملتين بالمحروقات والقبض على سائقيهما اللذين صرحا بأنهما ليبيا الجنسية (لم تكن لديهما وثائق هوية)، فيما رجعت بقية السيارات إلى التراب الليبي. وكانت الابحاث في قضية تزويد المجموعات الإرهابية بالمؤونة الغذائية في حق عناصر تقطن بمدينة الكاف( 150 كلم شمال غرب العاصمة تونس) انطلقت امس لتكشف ان عددا من الأفراد تولوا تقاسم الأدوار فيما بينهم بغاية تأمين المؤونة والغذاء لفائدة مجموعات إرهابية متحصنة بجبال الكاف، مقابل مبالغ مالية متفاوتة. وأثبتت التحقيقات أن هؤلاء الأفراد تخصصوا في إيصال كميات من المواد الغذائية المختلفة وأدوية وملابس وأحذية رياضية إلى المسلحين المتحصنين بجبال الكاف وجبل الشعانبي بمحافظة القصرين الجنوبية، بعد أن كانت ربطتهم علاقات صداقة بأحد السجون التونسية، حيث كانوا يقضون عقوبة حق عام قبل الثورة ثم توطدت العلاقة بعدها لتصبح اكثر متانة. واعترف احد الموقوفين من عناصر التمويل بأنه تكفل سابقا بإدخال مبالغ مالية ضخمة من القطر الليبي أمنها له شخص ليبي ثم تولى مد احد ارهابيي جبل الشعانبي بها، وإن العملية تكررت مرات متعددة... كما أقر جميع عناصر شبكة التمويل بأنهم كانوا على تواصل مستمر بالمجموعة الإرهابية المتحصنة بجبل الشعانبي سواء عبر الهاتف أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وكانت المصالح الأمنية تلقت قبل أيام قليلة تحذيرات من جهاز الاستعلامات بالإدارة العامة للمصالح المختصة حول وجود مخطط «داعشي» ارهابي لضرب الكنائس والمعابد اليهودية في تونس، على شاكلة العملية الإرهابية الاخيرة التي استهدفت نهاية شهر يونيو الفارط كنيسة في «سانت اتيان دو روفريه» بشمال غرب فرنسا، وقتل فيها رجل الدين الكاثوليكي جاك هامل ذبحا، في عملية تبناها تنظيم داعش الارهابي. سياسيا، أكد رئيس الحكومة المكلف، يوسف الشاهد، بخصوص آخر المستجدات حول تكوين حكومة الوحدة الوطنية، «أهمية أن يقوم العمل الحكومي على فريق متكامل وأن تكون هيكلة الحكومة مدروسة بطريقة واضحة، انطلاقاً من التجارب السابقة التي مرت بها الدولة التونسية». وأشار الشاهد في تصريح صحفي بدار الضيافة بقرطاج، حيث شرع منذ الخميس في إجراء المشاورات مع شخصيات وطنية وممثلي الأحزاب والمنظمات حول الحكومة المقبلة، إلى تقدم بعض الأحزاب بمقترحات بخصوص هيكلة الحكومة. وقال في هذا الصدد: «نحن بصدد بلورة هذه المقترحات للخروج بتصور واضح لهذه الهيكلة، قبل الحديث عن أسماء، وذلك ضماناً لنجاعة عمل الفريق الحكومي الجديد، بالنظر إلى التحديات الكبيرة التي تنتظر تونس».