يكتنف هذا المجتمع في أرضه وإنسانه العديد من فرص الإبداع والمشاركة الاجتماعية، ونستطيع من خلالها أن نخلق حراكاً متنوعاً يشغل الشباب بما يفيدهم ويستثمر طاقاتهم بما ينفعهم، ولا شيء أفضل في الخير من تطبيق الحديث النبوي الشريف على صاحبه أفضل الصلاة والسلام حينما قال (خير الناس أنفعهم للناس) و(أحب الخلق إلى الله أنفعهم لعياله)، وهذا ما نتطلع إليه في كل مصالحنا الحكومية وشبه الحكومية والخاصة والأهلية في كل ما من شأنه نفع الناس وخدمتهم، ولعل استثمار أوقات الشباب هو من أوجب الواجبات على القادرين على النفع لأن الفراغ قاتل لكل إيجابية ومعيق لكل نشاط وفاتح لكل شر إن ترك دون استغلال واستثمار وحسن إدارة وتهيئة الظروف المساعدة للمنفعة. واليوم بفضل الله وبعد أنسنة الرياض التي تفرح بخدمة ساكنيها من خلال الساحات الرياضية داخل الأحياء التي أطلقها مؤنسن الرياض في شجرها وحجرها وأرضها سمو الأمين الأمير الدكتور عبدالعزيز بن عياف الذي تذكره تفاصيل العاصمة الدقيقة بكل خير لأنه الرجل الذي طوعها باختيارها لخدمة الإنسان ولتكون جزءا من بهاء المدينة، واستكمل الثقافة معالي الأمين السابق المهندس عبدالله المقبل واليوم يرعاها ويُعيد وهجها ويُجدد أناقتها ويبذر نبتات جديدة لها معالي الأمين المهندس إبراهيم السلطان. تطلق أمانة مدينة الرياض مشكورة أكبر تجمع شبابي رياضي خلال الإجازة الصيفية وهو الأكبر على المستوى الإقليمي والعربي وربما الإسلامي لأنه يضم 300 فريق و 3000 لاعب في وقت واحد ويقام على أراضي الساحات البلدية المختارة والمنتشرة في كل أحياء عاصمتنا الغالية، وتستهدف الأمانة أن تتجاوز عدد الساحات 120 ساحة قبل 2020 والمستكمل تجاوز ال56 ساحة مجهزة بملاعب مكتملة الإضاءة والزراعة والبنية التحتية. إن أمانة الرياض تعيد التجربة بتوسع بعدما نجحت مؤخراً في إقامة دورات رمضانية على الساحات البلدية، وكان آخرها ما تم في رمضان الماضي، وحققت أحد أهداف إنشاء الساحات البلدية والتي سبق أن طالب المجتمع باستثمارها وإشراك الهيئة العامة للرياضة ووزارة التعليم ولابد أن يكون استثمارها بشكل دائم ووفق عمل مؤسسي، وأحد مبادرات الهيئة العامة للرياضية كانت في تنشيط رياضة الأحياء ولا يمكن أن يتم ذلك إلا من خلال تلك الساحات الرياضية المتكاملة، والجدير ذكره وعلى لسان الأمانة الرائعة أن البطولة تتجاوز أهداف المنافسة الرياضية إلى إطلاق برامج حول كيفية تفادي الإصابات في الملاعب، وضرورة الحرص على الأخلاق الرياضية للشباب السعودي، وأهمية نبذ التعصب في الأوساط الرياضية والشبابية، بالإضافة إلى خلق جو تنافسي بإطار تنظيمي وترويحي للشباب وتشجيع فرص التنافس البريء، مع إنشاء برامج ترويجية هادفة بالمشاركة مع الشركات والمؤسسات الخدمية لتعزيز مبدأ المسؤولية الاجتماعية التي تخدم كافة شرائح المجتمع وتتوافق مع رؤية المملكة 2030، وستتم دعوة العديد من نجوم الكرة السعودية للمشاركة في نقل تجاربهم الكروية وتقديم كلمات توجيهية وتوعوية للاعبين المشاركين في تلك التظاهرة الشبابية الرائعة، مع ضرورة التعريف بالمنشآت الرياضية المجانية التي تقيمها أمانة منطقة الرياض في الساحات البلدية وتوجيه المستخدمين إلى الطرق المثلى في الاستفادة منها، وستقام تلك المباريات على 12 ساحة بلدية وهي الساحات الواقعة في أحياء: السلام، الروضة، الروابي، الازدهار، حطين، النفل، عرقة، السويدي، المروة، بدر، الشميسي، الفوطة، وجاء اختيار هذه الساحات على إثر دراسات ومسوحات ميدانية أجريت خلال إقامة الدورات الكروية السابقة، حيث أخذ بالاعتبار الكثافة السكانية، ورغبة السكان، ووجود فرق في هذه الأحياء أو قربها، وكذلك مواقف السيارات الكافية للساحة والشوارع المحيطة حتى لا يكون هذا التجمع مزعجاً لسكان الحي أثناء إقامة الدورة الرياضية والفعاليات المصاحبة لها. وختاماً، ستقدم جوائز قيمة للفرق المشاركة ويصل مجموع الجوائز 200 ألف ريال، ويحصل الفريق الأول على 60 ألف ريال، والثاني 45 ألف ريال، والثالث 30 ألف ريال، والرابع 20 ألف ريال، والخامس 15 ألف ريال، والسادس 10 آلاف ريال، والسابع 8 آلاف ريال، والمركز الثامن 5 آلاف ريال، وجوائز مالية وعينية لأفضل فريق، وأفضل لاعب، وأفضل حارس، وأفضل إداري، وقدمتها مشكورة شركة الاتصالات السعودية stc من واقع ثقافتها الرائدة في المسؤولية الاجتماعية، وهو دور تقدره أمانة مدينة الرياض والأهالي، وشددت الأمانة على أن دعم شركة الاتصالات السعودية stc للدورة الذي يعبر عن مستوى التعاون بين القطاعين العام والخاص بما ينفع المجتمع، ويحمي الشباب ويستثمر أوقاتهم، ويعبر عن الروح الوطنية، التي تتحلى بها الشركة، ويعبر عن الإيمان الكبير من قبل شركة الاتصالات السعودية في خدمة شباب الوطن، ودورها في المسؤولية الاجتماعية الذي تراه من الواجبات المسلمة، حيث تفرد له ميزانيات خاصة في كل عام وتحرص على تنوع المنفعة لفئات المجتمع وفي العديد من المجالات وشواهد العطاء لهذه الشركة متعددة، بالإضافة لاهتمامها الرياضي بمنسوبيها وأبنائهم بمختلف الأعمار وتجهيزها لنادي متكامل لهذا الغرض.