1. لا زال الإعلام الجديد في مرحلة الطفولة.. بل هو لم يبرح مرحلة الجنينية بعد كما يقول بعض المختصين.. فهو لا يزال في حالة رخوة وعلاقاته غير منظمة ولا يتحكم في سلوكياته.. ناهيك عن أن يكون له خصائص ظاهرة أو اتجاهات معروفة أو يمكن السيطرة عليه بالمنطق. 2. لا شك أن الإعلام الجديد هو ابن الإعلام التقليدي القديم.. لكنه أثر في شخصية الإعلام التقليدي وطرق الطرح المعتادة فيه.. بل إن التأثير تجاوز الشكل إلى المضمون ورفع من سقف النشر أو البث ونوّع مصادره ومساراته وزاد من الشرائح المستهدفة له كما زاد من تقسيماته.. فقد وفَّر ميزة الوصول إلى الشرائح المطلوبة بدقة عالية وأتاح تفاعلاً فورياً غير مسبوق.. فتأثير الإعلام الجديد على التقليدي ظاهر بجلاء.. فصارت سمة السرعة والاختصار وطرق العرض الجرافيكية من أبرز الآليات المستخدمة في الإعلام التقليدي. 3. الإعلام الجديد ألغى الحدود وأعطى الفرصة للتفاعل الفوري مع المتلقي.. ووسع دائرة الاتصال حتى شملت العالم كله.. وكل هذا أفرز نمطاً إعلامياً جديداً يختلف عن الإعلام التقليدي في السمات والخصائص والوسائل مما أهله أن يتبوأ منزلة عالية في عالم اليوم.. فهو وسيلة التأثير الأولى مما جعله محوراً أساسياً في منظومة العمل المجتمعية على المستويات السياسية والاقتصادية والفكرية. 4. وسائل التواصل الاجتماعي جعلت الناس يُعَبِّرون ويثرثرون عما في أنفسهم بشكل أوسع وأكثر.. وأصبحت تلك الوسيلة أداة تسجيل وتدوين للآراء والانطباعات وردات الفعل الفورية.. وصار من السهل معرفة اتجاهات الرأي العام وقياس رغباته ومخاوفه واهتماماته لحظة بلحظة.. وأضحت هذه الوسيلة هي الأكثر وثوقية والأكثر توافراً والأقل تكلفة في سبر أغوار المجتمع وتحديد احتياجاته واتجاهاته.. واستفادت من ذلك التطور الدول والشركات والأشخاص. 5. أتاح الإعلام الجديد لكل فرد امتلاك وسيلته الإعلامية.. فالمواقع على الشبكة، والمدونات، وصفحات الفيس بوك، وحسابات تويتر، وإنستجرام وسناب شات.. وغيرها من الأرصدة الرقمية كلها قنوات إعلامية تملكها المنشأة أو الفرد.. وتقاس قيمتها بقيمة الجمهور المشارك والمتابع والمهتم بها.