في زمن النبوة الكريم والرسالة العظيمة كان هناك بعض المنافقين ممن يستحقون القتل لقيامهم بالخيانة العظمى، فكان بعض الصحابة يريد تنفيذ الحكم الشرعي عليهم بقتلهم وهم مستحقون للقتل لخيانتهم العظمى إلا أن النبي الكريم لم يقم عليهم الحد وعلل ذلك بقوله (لكي لا يقال: إن محمدًا يقتل أصحابه) فهنا النبي الكريم حافظ على سمعة الإسلام والمسلمين ولم يقم هذا الحد. هذا تصرف النبي الكريم مع من يستحق، فما بالكم بمن يقتل من لا يستحق القتل مسيئًا لسمعة هذا الدين الإسلامي العظيم. هذه نظرة نبينا الكريم على أي عمل قد يكون سببًا في نظرة سيئة للمسلمين ودينهم الكريم، وهذا أمر يعرفه الجميع، ومن يقدم على خلافه فمن المؤكد أن لديه أجندة خاصة، وهو أبعد ما يكون عن الدين ولو كان ظاهره أو شعاراته دينية. أقول هذا ونحن نشاهد هذه المجزرة المرفوضة شرعًا وعقلاً وخلقًا في مدينة نيس الفرنسية التي راح ضحيتها أكثر من (84) شخصًا وعديد من الحالات الحرجة. وفي الموضوع نفسه وحتى تكتمل الصورة في ذهن المتابع لا بد من طرح أسئلة تعين على فهم الحادثة بموضوعية. فمن هذه الأسئلة لماذا فرنسا، وهي تكاد تكون أكثر الدول الغربية تحمسًا لنصرة الشعب السوري أمام نظام بشار الأسد الدكتاتوري. وسؤال آخر لم يكتمل مرور أسبوع على قيام مؤتمر المعارضة الإيرانية في باريس الذي كان له صدى كبير على مستوى العالم أجمع، وكان سببًا في غضب قادة طهران وانزعاجهم. هذه أسئلة مشروعة وليست اتهامات موجهة لهذا أو ذاك ومن حقنا أن نتساءل. وهنا وقفة مهمة يجب أن ننظر إليها عند مناقشة هذا الموضوع، وهي أن الأداة التي قامت بتنفيذ هذه الجريمة النكراء لا تعكس بحال من الأحوال من الذي خلف الجريمة أو المنفذ لها والمحرض، بل الأداة شيء والموجه بتنفيذ الجريمة شيء آخر تمامًا، فعلينا أن نتذكر أن التنظيمات المتطرفة الباطبنية مثل «داعش» وغيره، لا يعرف توجهها المعقد من خلال سلوكها وشكلها الظاهر، فقد تجد أحدهم مندمجًا مع الغرب ظاهريًا مدعيًا الدفاع عنهم، وهو أبرز المخططين لتعكير الأمن لديهم للأضرار بآخرين. وقبل أن أنهي حديثي هنا أقف قليلاً مع بعض الذي برروا لهذا الجريمة ولو من دون قصد، فبعضهم كتب على مواقع التواصل قائلاُ، هناك مجازر يومية في العراق وسوريا يجب أن تدان وهي أولى بالإدانة مما حدث في فرنسا، وهذا غير صحيح، فكل نفس بشرية تزهق من دون وجه حق يجب أن يدان هذا العمل، وليس عذرًا أنه لم تدن مجازر الشام ألا ندين فاجعة فرنسا، يجب ألا نكون عونًا للمتربصين بنا وهم كثير مع الأسف.