أتعاطف كثيراً مع حديث مدير (جمعية كفيف) حول مُعاناتهم في مطاراتنا عند السفر ؟ بالفعل المطارات العالمية عادة غير مجهزة أو مزوّدة بخدمات تتناسب مع احتياج هذه (الفئة)، لا بتفعيل (طريقة برايل) أو تأمين (برامج ناطقة) للحجز والحصول على بطاقة (صعود الطائرة)، لا نريد أن نحلم كثيراً خصوصاً أن معظم العاملين في مطاراتنا يعتقدون أن (خدمة الكفيف) تعني توفير (كرسي متحرك) لنقله إلى البوابة، بينما هو في حاجة خدمة أخرى؟!. هل نؤذي مشاعر (المُسافر الكفيف) بمثل هذا التصرف، عندما نحوله إلى عاجز عن الحركة ؟ أعتقد ذلك، لأنّ الأولى البحث عن طريقة خدمة (تتكيف) وتتناسب مع ظرفه - عدم القدرة على الإبصار وليس عجزه عن المشي ؟ كأن يكون هناك مرافق يأخذ بيده، ليُنهي إجراءات سفره، حتى يصل مقعده في الطائرة، برأيي أننا بحاجة فهم ظروف ذوي الاحتياجات الخاصة (المُختلفة) بعيداً عن (الكرسي المتحرك) الذي يناسب (فئات مُحددة) ولا يُناسب فاقدي (السمع والنطق) مثلاً، فهؤلاء في حاجة خدمة مُختلفة، وفي ظني أن المطارات أو الخطوط مُلزمة بتأمينها، خصوصاً عندما يكون المُسافر لوحده؟!. الهيئة العامة للطيران المدني أقرت مؤخراً (اللائحة الجديدة) لحماية العملاء في النقل الجوي، والتي تفرض غرامة تصل ل(25 ألف ريال) إذا لم يراع الناقل أو مشغل المطار أو مقدم الخدمة الأرضية احتياجات ذوي (الشؤون الخاصة)؟ أو عند فرض رسوم إضافية على خدمتهم؟!. فعلياً مشغلو المطارات، وموظفو الخطوط، ومقدمو الخدمات الأرضية، لا يراعون مثل هذه الخدمات - على الأقل هذا ما نشاهده ونلمسه - بل إن معظم مطاراتنا (غير مُهيأة) أصلاً لذلك، فلا ممرات خاصة بالمكفوفين، ولا شاشات خاصة بلغة الإشارة للتخاطب مع (الصم والبكم), فكيف سيكون موقف هيئة الطيران المدني؟!. لا يجب أن ننتظر (الشكوى) من مسافر غير قادر أصلاً على الوصول للطائرة، فكيف يصل للهيئة؟!. وعلى دروب الخير نلتقي.