كُتب الكثير عن مهام العمل طويلة الأمد خارج البلاد. لكن كثيرين بيننا عرفوا أكثر رحلات العمل القصيرة كتلك التي تستمر أربعة أيام إلى دبي أو بوينس آيرس. ومع أن سفرات من هذا القبيل قد تنهكنا لكنها قد تكون أيضًا محفزة، حتى أن بعض الموظفين يعودون من رحلات أعمال من هذا القبيل مفعمين بالحماسة، وتكون لديهم وجهة نظر جديدة عن عملهم. فيما يأتي بعض أهم المنافع المتأتية عن رحلات العمل القصيرة إلى خارج البلاد. إن السفر إلى أي مكان - ولاسيما عبر الثقافات - هو فرصة للخروج من منطقة الراحة الفردية لكل منا. وقد يشير إلى أي أمر نخشى الإقدام عليه، كزيارة دولة لم نتصور يومًا ذهابنا إليها، أو قصد دولة لا نعرف لغتها، وتوجيه تجربة السفر. ومن شأن الفوز بالتحديات خلال الرحلات القصيرة إلى الخارج أن يعزز ثقتنا بأنفسنا. وكذلك، قد تسمح تمضية الوقت في دولة غريبة بتعزيز مستويات الإبداع الفردي. فعندما تضطر إلى حل المشاكل (كأن تعرف كيف تطلب المأكولات في مطعم تبدو جميع الأطباق المعروضة على لائحة الطعام فيه مماثلة، أو كيف تصل إلى اجتماع مهم في الوقت المناسب خلال إضراب لموظفي قطاع النقل العام) لن تتمكن من الاعتماد على ما تعرفه منذ الأساس. وفي هذه الحال، لا بد لك أن تختبر الأمور، وتلجأ إلى الابتكار. من أهم المنافع المباشرة التي ستلحظها شركتك أنك ستكتشف طرقًا للتشغيل لم تفكر فيها سابقًا، وستأتي بهذه المعرفة إلى أرض الوطن. في أحيان كثيرة تخضع السفرات القصيرة الناس للاختبار أكثر من المهام طويلة الأمد؛ ففي السفرات القصيرة عادة لا تقدم الشركات الدعم الذي تمنحه خلال المهام طويلة الأمد إلى الخارج، بما يشمل مثلاً التدريب على الثقافة، وتعليم اللغة. لكن مع ذلك يسعى الموظفون لإنجاز أهداف جدية خلال فترة قصيرة من الوقت. ومع تعلم الموظفين عددًا كبيرًا من الأمور ينتابهم شعور بأنه تم رميهم في المياه العميقة؛ ما يجعلهم مضطرين إلى تعلم السباحة فورًا. قد يولد السفر إلى الخارج حسًّا من التعاطف مع الزملاء والموظفين الذين وُلدوا في المهجر. وقد لا تكون لاحظت الصراعات التي اختبروها أثناء تأقلمهم مع ثقافتك، ولكن عند انقلاب الأدوار، وتحولك إلى الشخص المضطر إلى التأقلم - وإن حصل ذلك لفترة قصيرة فقط - قد تتعاطف أكثر مع تجربتهم. وبما أن التعاطف هو عنصر مكون أساسي للعلاقات الناجحة عبر الثقافات فمن شأن رحلة أعمال - وإن كانت قصيرة - أن تمهد السبيل لولادة فرق قيادية بمستوى عالمي. ... ... ... - (أندي مولينسكي أستاذ إدارة وسلوك مؤسسي في كلية «براندايس» الدولية للأعمال، ومؤلف كتاب «البراعة العالمية». ومليسا هاهن تساعد الناس على تخطي الفوارق الثقافية عند تغيير مكان العمل وفي مجال الدراسة وفي الحياة العائلية).