هنأ معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس القيادة الرشيدة والشعب السعودي والأمتين العربية والإسلامية بمناسبة دخول العشر الأواخر، وقال: أروا الله من أنفسكم خيرًا. اجتهدوا في الدعاء، ولكم أخوة مظلومون مضطهدون فادعوا لهم بالنصر والنجاة والعز والتمكين، واحمدوا الله تعالى أن هيأ لكم الأمن في هذه البلاد المباركة، وينبغي أن نتعاون مع رجال الأمن الذين يبذلون جهودًا كبيرة في أمن وسلامة زوار مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأن نتعاون مع إخوانكم في الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ووكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي؛ فإنهم إنما سُخروا لخدمتكم؛ فتعاونوا معهم؛ حتى نخرج جميعًا بإظهار الصورة المشرقة لديننا في رحمته ولطفه ووسطيته واعتداله، والصورة المشرقة للمسلمين في محبتهم وتعاونهم ومودتهم، وكذلك الصورة المشرقة لهذه البلاد المباركة التي شرفها الله بخدمة الحرمين الشريفين. جاء ذلك عقب إمامة السديس المصلين بالمسجد النبوي يوم أمس الأول الخميس في صلاة المغرب. وحث معاليه خلال كلمته الجميع على التعاون في تعظيم هذا المسجد المبارك، وعلى تنظيمه وتطهيره وصيانته؛ لأن تعظيمه من تعظيم شعائر الله {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}، وأن يكون مظهر رمضان في هذا المسجد المبارك مظهر الأخوة الإيمانية، والنظرة الإسلامية تتراحم وتتعاون، كما كان عليه الصلاة والسلام رحمة للعالمين {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}؛ فلا ينبغي للمسلم أن يؤذي إخوانه المسلمين بأي نوع من أنواع الأذى {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا}. وأضاف: ينبغي لزائر مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يستشعر مكانته وعظمته، وأن يتفرغ لآداب الزيارة، وأن ينصرف إلى العبادة وإلى ذكر الله؛ فقد هُيئت له - ولله الحمد - الخدمات كافة؛ فعلينا أن نتيح الفرصة لإخواننا المسلمين، وأن نتراحم بيننا، وأن نتجنب الصلاة في الممرات والازدحام عند الأبواب وعند الدخول والخروج تحقيقًا لأخوة الإسلام التي جاء بها هذا الدين. كما ينبغي للمعتكفين أن يراعوا طهارة البيت وآداب الاعتكاف، وأن ينصرف الجميع إلى الذكر.