نعم الكتابة هي الحل لمن أراد الحياة أو أراد الموت فبالكتابة تحيى فهي أداة التنفس إذا توقفت رئتاك لحظة ارتطامك بالوجع، وبالكتابة تموت فهي أداة انتحار إن أردت لك ولخصومك. هذا هو رأي عن الكتابة، والذي قد يكون متنافر أو متقارب مع الآراء التي سكنت حروفها في وسم #الكتابة _هي _الحل، وما زال في حروفي كلام يخص الكتابة أصلبه في ربوع هذه الصفحة. الكتابة المجداف في بحر مواقع التواصل الاجتماعي والكتابة عصب الحياة الثقافية وأيضًا القنطرة المتوغلة في كافة المجلات الممدودة على طول البعد الثقافي والاجتماعي بين الكاتب والقارئ، وليس بالضرورة أنّ كل ما يُنقل من خلالها يتوافق ويتماثل مع نظرة الطرف الآخر لأن ثبات التوافق بين القارئ والكاتب يشي بخللٍ مقصودٍ أو غير مقصود. بمعنى أن عدم التوافق قد يكون ظاهرة صحيّة لتوسيع الرؤى بعكس لو كانت هذه الظاهرة «عدم التوافق» بين الكاتب وحروفه! وهذا للأسف يتضح من خلال بعض المقالات وبعض الحسابات في مواقع التواصل الاجتماعي فلا توافق فكري أو معرفي بين الكاتب وحروفه! والسابر لأغوار الكتابة من خلال نظرة تأمليّة يدرك أموراً عدة أهمها بالنسبة لمقالي أولاً: أن الكتابة الإبداعية صعبة، حتى تلك الومضات التي تأتي جاهزة لا تحتاج منك إلاَّ إلى تدوينها كانت قد استنزفت تفكيرك في وقت سابق. الومضات والأفكار التي تطرق فكرك هي استجابة لمحاولاتك السابقة لمراودتها لكنها ما جاءت إلاّ بعد نضجها في الوقت الذي حددته هي لا أنت. ثانيًا: غالبية الكُتب التي تطبع للمرة الثانية والعاشرة لأباطرة مواقع التواصل الاجتماعي موجّهة لذوي الثقافة المحدودة أو للمراهقين وهي ذات أفكار مهترئة لأنها استخدمت مرارًا وتكرارًا، كُتب لا تقوى على القيام بحراك ثقافي، ولا تستطيع المنافسة على عرش الكتابة، وكأن هذه الكُتب لمن لا يرغب في إهدار فكره في الأفكار العميقة، وهذا أمرٌ جلل يستوجب الوقوف على أسبابه ومعالجته فغالبية هؤلاء الكتبة الذي يحظون بأعداد هائلة من المتابعين لا يُتابِعون إلاّ نزرًا يسيرًا من الكُتَّاب الذين هم على الشاكلة نفسها الخُطى نفسها، والأجدر متابعة الكُتّاب الكبار ذوي الخبرة والخُطى المنقوشة الموثّقة في درب الكتابة، والاطلاع على الكتّاب الأوائل الذين تربّعوا على عرش البيان فتزداد الذخيرة اللغوية وتتعمّق التجربة من خلال الإدراك لتجارب الآخرين، بالتالي يتحسن إنتاج الكاتب، وتتطور ذائقة المتابع له. ثالثًا: المرأة الكاتبة غالبًا لم تنأى بنفسها عن هذه المهزلة الكتابيّة بل أسهمت فيها وكغيرها ممن تجرّأ واحتضن إنتاجه بين دفّتي كتاب ولها أقول: إمّا فكرًا أدبيًقادرًا على منافسة الرجل والدخول معه في شراكة حقيقية يعوّل عليها وإلاّ أكتبي في فن الطبخ وصرعات الموضة ولا بأس من يوميّاتك وآخر خلافاتك مع أم زوجك. أم الكتابة الصحفية فأكثرالكتّاب كفرًا بالكذب، زاده الكذب، والأسباب متعددة أمنيّة أو بلاغيّة، فأجرأهم في الكتابة عن مجتمعه كسره الخوف فاضطر أن ينكر كسره، ويتعامى عن العيب في وطنه. الحقيقة أن الكتابة مهنة كشف المستور_ مقابل ردم لمستور خطره أعظم، وكل كاتب يحدد مستوى الخطر لاعتبارات شتى_ وليست الكتابة مهنة من ليس لديه مهنة. - نادية السالمي