نظم مركز الملك سلمان للشباب لقاء مع صاحبة السمو الملكي الأميرة موضي بنت خالد بن عبد العزيز الأمين العام لمؤسسة الملك خالد الخيرية عضو مجلس الشورى، بحضور أكثر من 200 سيدة سعودية مهتمة بالعمل الاجتماعي والتنمية المستدامة مساء السبت الماضي، عن تجربتها منذ بداياته مروراً بتنظيمه بشكل مؤسسي، وانتهاء بتوقعاتها لمستقبله في ظل «رؤية المملكة العربية السعودية 2030». وتناولت المحاضرة مبادرات مركز الملك سلمان للشباب إلى مفهوم التنمية الاجتماعية المستدامة واتجاهاتها، إضافة إلى دور الإبداع والابتكار في قضايا التنمية الاجتماعية المستدامة، وتأثير الإعلام في التنمية الاجتماعية المستدامة، و«رؤية المملكة العربية السعودية 2030» والتنمية. وأشارت الأميرة موضي بنت خالد إلى أهمية ما تضمنته «رؤية المملكة 2030»، ولا سيما ما نصت عليه في مجال قياس أداء الأجهزة الحكومية، ودور المواطن في تقييم الأداء الحكومي، وهو ما يتطلب المعرفة التامة بجميع الأنظمة التي أصبحت متاحة للجميع. وقالت: «وفقاً لرؤية المملكة 2030 فإنَّ وزارة الخدمة المدنية مطالبة برفع نسبة عمل المرأة السعودية في مرافقها من 39 في المئة إلى 43 في المئة، ومن 1 في المئة إلى 5 في المئة في جميع وظائف الدولة»، مشددة على أهمية مؤشرات الأرقام التي تضمنتها وثيقة الرؤية ودورها في رفع نسبة السعوديات في الوظائف الحكومية، ولا سيما أن الوزارات ستخضع للمساءلة في حال لم تحقق أعداد التوظيف المطلوبة منها». ودعت الأميرة إلى إدارة العمل التطوعي بشكل مستقل عن القطاع الحكومي، على اعتبار أنه ركيزة للتنمية الاجتماعية، مقترحة أن تنشأ له هيئة متخصصة تضع أنظمته وتراخيصه ويكون لها استقلالية، حتى تتحقق التنمية الاجتماعية العادلة، إضافة إلى إشراك القطاع غير الربحي في عمل مؤسسات المجتمع المدني. وشددت الأميرة موضي على أهمية الاستفادة من الشباب السعودي الذي يملك فكر الإبداع والابتكار، مشيرة إلى أن «رؤية المملكة» جاءت لتكون وسيلة تحقيق ما يحمل جيل الشباب في جعبتهم من أفكار، ما سيسهم في رفع وتيرة التنمية الاجتماعية من خلال برامج التدريب والتثقيف التي يقدمها الشباب للجمعيات الخيرية، واستشهدت الأميرة موضي بتجربتها في العمل التطوعي التي كانت قائمة بالدرجة الأولى على توزيع المساعدات الغذائية للمحتاجين، وبعد مرور حقبة من الزمن اكتشفت أنها لم تقدم مساعدات لتغيير الحالة المعيشية لتلك الأسر من خلال برامج التدريب وتحويلهم من أسرة مستهلكة إلى أسرة منتجة تملك حرفة. وبالتالي أصبح الحل أشمل من مجرد الدعم البسيط ومعناه المحدود إلى أن يصبح عملاً مؤسسيا ومستداماً. وتمتلك الأميرة موضي خبرة كبيرة في مجال العمل الخيري، إِذْ تشغل منصب الأمين العام لجمعية النهضة النسائية الخيرية، منذ 1404/6/13ه الموافق 1984/3/17م، حتى الوقت الحالي، كما أنها رئيس لجنة الاستثمارات بالجمعية. كما شغلت مناصب أخرى، منها عضوية مجموعة تكافل لتأهيل بعض أحياء الرياض 2005 - 2006م، والأمين العام لجمعية صوت الخيرية لمتلازمة داون منذ تأسيسها كمركز عام 1987م، ثم تأسيس الجمعية عام 1431ه الموافق 2010م. وأسهمت الأميرة موضي في تطور جمعيات أخرى، فهي عضو مؤسس بجمعية مودة الخيرية للحد من الطلاق وآثاره - 1430ه الموافق 2009م وحتى الوقت الحالي، وعضو مؤسس ورئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للعمل التطوعي (تكاتف) 1432ه الموافق 2011م، وعضو مجلس أمناء مركز مهارات لتطوير المهارات والمعارف، 1414ه وحتى الوقت الحالي، وعضو جمعية الأطفال المعوقين منذ عام 1412ه وحتى الوقت الحالي. وخلال اللقاء مع الأميرة موضي بنت خالد الذي أدارته المذيعة السعودية طرفة عبدالرحمن واستمر ساعتين وحصد تفاعلاً ملحوظاً من الحاضرات، قدمت بعض الحاضرات مقترحاً بإلحاق الشباب في مجلس الشورى، ومجالس الغرف التجارية، والاعتماد عليهم في إجراء البحوث والمسوحات الميدانية، فيما حمّلت الدكتورة عبير الناظر مديرة مركز التدريب في جامعة الملك سعود التعليم مسؤولية غرس العمل التطوعي ضمن قيم الطلاب منذ المراحل الأولى لتعليمهم حتى المرحلة الجامعية من خلال رفع مستوى الوعي بأهمية العمل التطوعي، ومنح المتطوعين من الطلاب مزايا كإيجاد مؤشر يرتبط بأدائهم الدراسي، ويحدد ساعات عملهم في المجال التطوعي. وكانت وجهة نظر الناشطة تهاني الحمود متفقة مع عبير الناظر، إِذْ أكدت ضرورة احتساب ساعات التطوع وضمه للسجل المدني لكل متطوع ومنحه مزايا تميزه عن غيره، منوهة إلى أهمية القضاء على البطالة حتى نصل إلى مليون متطوع، وعزت ذلك لضرورة سد احتياجات الفرد حتى يتجه للعمل التطوعي.